مقالات

يوم بدينا نحفر إسم الوطن على جدار الزمن

بقلم – الدكتور عبدالله رشاد :

في الثاني والعشرين من  فبراير، يحتفل الشعب السعودي بيومه المجيد، يوم تأسيس المملكة العربية السعودية. وفي هذا اليوم العظيم، يتجدد الفخر والاعتزاز بتاريخ هذا الوطن العريق ومآثر أجدادنا الذين بذلوا الكثير من الجهود والتضحيات لبناء وطن قوي ومزدهر.

وتحتفل المملكة العربية السعودية في 22 فبراير من كل عام بيوم التأسيس، وهو اليوم الذي يوافق وضع أولى لبنات توحيد البلاد، وتحقيق الأمن والاستقرار فيها عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود، وتعد المناسبات الوطنية أكثر الفعاليات التي يتقن السعوديون فن الاحتفاء بها، فتكتسي طابعًا مميزًا يتوق إليه السكان على مدار العام.

لقد قامت الدولة السعودية الأولى على أساسات مترابطة تدعو إلى تحقيق العدالة والوحدة الاجتماعية على أسس الدين الإسلامي، وازدهرت بلدة الدرعية التي كانت عاصمة الدولة السعودية آنذاك، وانتشرت فيها الثقافة والعلوم، وأصبحت مركزًا تجاريًا، ومستراحًا للمسافرين والحجاج الماريّن بها، وامتدت هذه الأسس للدولة السعودية الثانية والمملكة العربية السعودية، ويستمر قادتها بتنمية البلاد وتطويرها يومًا بعد يوم.

قد يكون يوم التأسيس هو الوقت المناسب لنستعرض مسيرة هذا الوطن، الذي نمى وتوسع وتطور على مر العقود حتى أصبح اليوم أحد أكبر الدول في العالم من حيث المساحة والتأثير حيث ترسخت هوية المملكة العربية السعودية على مر العصور، واستمدت قوتها من قيم الإسلام السمحة والتقاليد العربية الأصيلة. إن تماسك المجتمع وتلاحم أفراده هما أساس نجاحها، حيث يتحقق التقدم والازدهار عندما يعمل الجميع بروح الوحدة والتعاون من أجل هدفٍ مشترك.

شهدت المملكة العربية السعودية تحولات كبرى على مدار العقود الماضية، حيث تم تحقيق تقدم هائل في مختلف المجالات. بدأت بتطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، ثم توسعت الجهود في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد. ومن خلال رؤية 2030، أعلنت المملكة عن استراتيجية واضحة للتحول الشامل نحو مستقبل أفضل، من خلال تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات اللاعقودية وتعزيز الابتكار والاستدامة.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى تطور الدور الذي تلعبه المرأة السعودية في بناء الوطن. حيث شهدت المملكة تغييرات جذرية في السنوات الأخيرة، حيث حصلت المرأة على حقوقها المشروعة وتم تمكينها في مختلف المجالات، سواءً في القيادة أو العمل أو التعليم. وهذا التقدم يعكس رؤية المملكة الطموحة لبناء مجتمع يعتمد على مواهب جميع أفراده، بغض النظر عن جنسهم.

إن يوم التأسيس هو فرصة لنحتفل بتحقيقاتنا وإنجازاتنا كشعب سعودي، ولكنه أيضًا يذكرنا بمسؤوليتنا المستمرة في بناء مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة. إن الحفاظ على القيم والتراث والتواصل الاجتماعي القوي هو ما يمكننا من حفظ مكانة السعودية المرموقة في العالم.

في هذا اليوم العزيز، دعونا نجدد العهد والولاء لهذا الوطن الغالي، ونعمل بجد ومثابرة لتعزيز قوته واستقراره. دعونا نستمد الإلهام من رؤية 2030 ونعمل معًا لتحقيق أهدافها الطموحة، ونبني اقتصادًا متنوعًا ومستدامًا، يستفيد من ثرواتنا الطبيعية ويعتمد على الابتكار والتكنولوجيا.

في هذا الوقت الحاسم، يجب أن نكون متحدين ومتضامنين، ونتجاوز العقبات والتحديات التي تعترض طريقنا. دعونا نتجاوز الانقسامات ونبني جسورًا من التفاهم والاحترام بين جميع أفراد المجتمع. فالتنمية الشاملة والاستقرار لا يمكن تحقيقهما إلا بوحدتنا وتعاوننا.

عندما نحتفل بيوم التأسيس، فإننا نحتفل بالروح الوطنية والانتماء. إنه يوم يجمعنا جميعًا كسعوديين، بغض النظر عن الخلفية العرقية أو الدينية أو الاجتماعية. إنه يوم نعبر فيه عن فخرنا بتاريخنا وهويتنا الوطنية.

لذا، في يوم التاسيس ، لنحتفل بكل ما حققه هذا الوطن العظيم، ولنتعهد بأن نواصل بناءه وتطويره بكل قوتنا وإخلاصنا. لاننا نحمل مستقبل هذا الوطن في أيدينا، وعلى جدار الزمن، سنحفر إسم الوطن بأعمالنا وإنجازاتنا. فلنعمل معًا كشعب واحد، ولنحقق أحلامنا وطموحاتنا، حتى يستمر إرثنا العظيم عبر الأجيال القادمة.
(ويوم بدينا استمرينا )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى