“الولاء الوظيفي “
بقلم – فوزية أحمد – دولة قطر
عندما يشعر الموظف انه ينتمي لدائرة عمله ورئيسه وكأنهم أسرة واحدة مترابطة، سينجز بكل حب وعطاء دون كلل أو ملل وهذا هو الولاء الوظيفي أي وكأنك جزء من العمل، لذلك يجب أن يكون هذا الولاء من طرفين، هما: جهة العمل والموظف.
فجهة العمل سواء كانت وزارة، مؤسسة أو شركة، يجب ان يكون لديها الاستطاعة في المحافظة على بقاء واستمرارية الموظف على رأس عمله للاستفادة من خبراته المهنية والتخصصية للمشاركة والمساهمة في تحقيق رؤية وأهداف جهة العمل، ومن ناحية أخرى جهة الموظف، هو شعوره بالحب والولاء لعمله ويستشعر هذا عن طريق أداءه لعمله اولاً بأول والمداومة بانتظام وممارسة عمله باجتهاد ودقة، مما يشعر فريق العمل بالحب والولاء والعطاء اللامحدود ويكون له دور للسعي والاجتهاد لرقي وتقدم وتطور جهة عمله.
عندما نتطرق للولاء الوظيفي، هذا لا يعني انه ينطبق فقط على الموظف الذي يعمل لسنين طويلة بالعمل، فأحياناً من الممكن أن يكون هناك موظف جديد بمنصبه وقد تولّد لديه ولاء عميق للعمل، ويتضح ذلك من خلال جهده وسعيه ومثابرته لتقديم الأفضل ومشاركته في رقي العمل بشكل ملموس.
غالباً أي موظف مخلص لعمله، لا يبحث عن وظيفة شاغرة بمكان آخر بالرغم من العروض المغرية التي يجدها، فهو يعبر عن الولاء من خلال بقاءه على رأس عمله بصحبة فريق العمل لأنه يدرك انه ذات قيمة تحت مظلة دائرته وعند مرؤوسيه.
عندما نأتي للولاء فنحن نتعامل مع المشاعر دون السلوك الذي يحركه المشاعر لذلك يجب ان نرفع سقف التوقعات لدى الموظف بزيادة الشعور الإيجابي ومحاولة التقليل من حدة الشعور السلبي والذي ربما يكون أحد أسباب مغادرة الموظف لعمله والبحث عن وظيفة أخرى.
وقبل ان نتطرق عن الولاء الوظيفي بشكل أوسع دعونا نتساءل، لماذا يوجد لدينا موظفين ليس لديهم ولاء وظيفي؟ وماهي الأسباب؟
قد يكون الموظف سيء برغم ان جهة عمله تقدم له الأمان الوظيفي لذلك فهو إذا ترك عمله لا يهتم باي كان ولا يشعر بالحزن والالم والشعور بالذنب أو الندم.
وقد يكون رئيسه سيء الطباع مستفز، لا يعامله جيداً ولا يهتم بجهده أو ربما يفضّل عليه موظف آخر تكون اذناه مفتوحتان له فقط، لينهيها دائماً بإيماءة موافقة او طبعا او شكرا وصلت رسالتك
وهناك الكثير من الأبحاث تؤكد ان الموظفين غالباً ما يتركون العمل بسبب سوء إدارة المدير.
أيضاً انعدام فرص الترقيات المهنية قد يجعل الموظف المخلص يترك وظيفته لغرض تطوير نفسه والابداع والعطاء بشكل مهني أكثر ذو صلاحيات ومكانة أكبر.
للأسف بعض الترقيات لا تكافئ ولاء الموظف، فهناك موظفين يتم منحهم الترقيات بينما مهنيا هناك الأفضل لذلك شعور عدم مكافئة الولاء لدى الموظف يجعله يبحث عن وظيفة أخرى.
بداية لابد من ضمان الأمان الوظيفي للموظفين أي يجب أن يشعر الموظف انه يعمل في بيئة تمنحه الأمان والراحة النفسية ليقدم ما لديه من اقتراحات وملاحظات، وليس من الضروري تنفيذها والموافقة عليها، ولكن وجب ضرورة الاستماع إليه كعلاقات إيجابية مع اعتبار جهده وتفكيره محطة تقدير لأنه يعزز الولاء الوظيفي، والاعتراف والتقدير بشكل متكرر ومعاملة الموظف ككيان وتقديم الحوافز يشجعه على الاستمرارية في العمل لسنين طويله ويتولد لديه حماس للقيام بالمزيد مما يساعد على نمو وتطور جهة عمله.
حاول ان تكون محدداً عندما تشكر الموظفين وحبذا أن يكون بصوت مسموع أمام فريق عمله، أما إذا لم يعجبك شيء حاول ان تبلغه وكأنك تعطيه زمام التقدم والتفكير او الإخراج بشكل أفضل، ونصيحة لكل مدير، من الضروري عمل اجتماع على الاقل مرة شهرياً لتحاور وتناقش الموظفين بشكل ودي وتطور علاقتك معهم ولمعرفة سير العمل والمستجدات وإذا كانت هناك أفكار مبدعة للتطوير.
أيضاً بيئة العمل السامة هي أحد أسباب قرار الموظف لترك عمله لذلك يجب أن تكون بيئة العمل إيجابية، لأنها تساعد على غرس الولاء الوظيفي وتحفز الموظف على احترام الوقت والعمل، وتخلق مكان مريح للموظفين بعيداً عن التوتر كالمكاتب والكراسي والعمل في الأماكن المفتوحة بأريحية، بالإضافة أن هذه البيئة تعزز التواصل المفتوح مع الموظفين بعيداً عن التوتر والخوف والتردد فهم بحاجة لمن يسمع صوتهم وكذلك اتباع سياسة الباب المفتوح لجميع مستويات الموظفين بالعمل مع تجنب الإدارة التفصيلية لكي تمنح الموظفين قدراً من الحرية والاستقلالية.
كل جهة عمل يجب ان تحقق الرضا الوظيفي لكي تضمن تعزيز الولاء الوظيفي لدى الموظفين، فالموظف المخلص المثابر نعمة لكل مؤسسة، لذلك هي بدورها توفير مزايا للموظفين للتوازن بين الحياة والعمل وحتماً ستجني حصاد ما تزرعه مستقبلاً.
