مقالات

“لئن شكرتم لأزيدنكم”

بقلم – أ.فوزية أحمد:

تخيل معي لو أن كل لحظات الحياة سعادة وانشراح وراحة بال، فهل ستكون جميلة بنظرك؟
بالتأكيد لا لأننا سنفتقر حينها مشاعر الحزن الذي يأخذنا لدوامة التفكير لنزداد خبرة في أمور الحياة الصعبة وكيفية اجتيازها بعقلانية وتدبير حكيم، ونحمد الله ونشكره في كل حين.

يومياً نسمع ونشاهد الكثير من الناس تعلقت قلوبهم بصخب الحياة واشغلتهم احداثها المثيرة ومواقع التواصل الاجتماعي والمشاهير ذو المحتوى الهابط وفضاء الأزياء وهوس الغرب، من ذكر الله عز وجل وشكره على النعم، نعمة الصحة والعمل والعافية والأسرة والأبناء، يصبحون ويمسون بالشكوى والتذمر والتعاسة، هؤلاء بكل أسف، قل لديهم الإيمان وانشغلوا عن ذكر الله والتقرب اليه وباتت قلوبهم خاوية موحشة من سكن الراحة والرضا والطمأنينة، يفتقرون السلام الداخلي ويشكون من الوحدة وما يصاحبه من اكتئاب ودوامة الامراض النفسية.

عندما تستيقظ صباحا وأنت على أهبة الاستعداد للعمل، أشكر الله على منحك عمر جديد وعلى العافية وصحة العقل الذي يؤهلك للذهاب لرأس عملك لعطاء وازدهار يخدم وطنك، وأثناء تأدية عملك، تذكر الله دائماً في كل خطوة وأشكر الله على كل عضو من أعضاء بدنك.

الحمدلله  أذناك  لم تسمع خططاً لتدمير اشخاص حامدين الله في كل شيء..
الحمدلله عيناك التي لا تشاهد إلا الخير والحق..
الحمدلله يداك التي تخط وتسجل كل ما يرضي الله دون ظلم..
الحمدلله لسانك الذي لم ينطق ما يغضب رب العباد ولم يطعن في شرف الناس كذباً..
الحمدلله عملك الذي تسعى لانتعاشه بالاطلاع والمتابعة ونشر كل ما هو نافع لمنفعة الموظفين ووطنك..

فلا قيمة للمنصب والمال وأنت لا تنعم بصحة وعافية بدن، ولن يمنحك السعادة وراحة البال التي تبحث عنها وانت على وسادتك كل ليلة تعاني من الارق والتفكير، فتعود ان تشكر الله عز وجل على كل النعم، فكم هو ضعيف الانسان ويحتاج رضا ربه في كل حين وشدة وضيق، فاذا حزنت لخسارة وفشل أو لعدم تحقيق طموحاتك وأحلامك، لا تيأس ولا تقنط وأحمد الله على كل حال واذكره وقل (الحمد لله على كل حال)، وينبغي ان نمارس دائماً عبادة الحمد والرضا ونشكر الله على كل النعم لتعم البركة والعافية بحياتنا، ونقوي علاقتنا بالله بحمده وشكره لتستمر معنا الحياة براحة بال وإطمئنان والله يحب عباده ويختار لهم دائماً الأفضل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ).
فكم نحن نحتاج وقفة مع النفس لترتيب حياتنا والتذكير بالنعم التي وهبها الله لنا ونحن لا نقدر تلك النعم ومقصرين في شكر الله وكم هو جميل ان نكرر دائماً (الحمد لله على الصحة والعافية وكل النعم) والأجمل ان نرددها في لحظات القوة ولا ننتظر لحظات الضعف.

ختاماً، نتذكر أن أول من يدعى للجنة هو الذي يحمد الله على كل شيء بلسانه وقلبه الصادق مهما كانت ظروفه، فبالشكر نحفظ النعم، ولئن شكرتم لأزيدنكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى