النقل البحري و متغيرات العصر (١٠)
بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني:
إستكمالاً لما بدأناه ومن منطلق الحرص على نشر الثقافة البحريه من خلال مقال أسبوعي يساعد القاريء على اكتساب ثقافة بحرية تتعلق بالنقل البحري لما له من أهمية كبرى وخاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي حباها الله بمجموعة من الموانئ المتميزة على ساحل البحر الأحمر وساحل الخليج العربي.
المضائق الملاحية (٢)
كما ذكرنا في مقالة سابقة بأن المضيق عبارة عن ممر بحري طبيعي يصل بين مسطحين مائيين، ويفصل جزئين من اليابسة أو أكثر عن بعضهما ويختلف عن القناة بأن القناة إصطناعية
بقية المضائق العالمية:
@ مضيق البوسفور أو مضيق إسطنبول
وهو يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة
ويبلغ طوله حوالي 30 كم، ويتراوح عرضه بين 550 م – 3000 م، وهو مصنف ضمن الملاحة الدولية، وتعتبر حركة السفن فيه واحدة من أهم نقاط الملاحة البحرية في العالم
يعتبر المضيق من أخطر الممرات الملاحية حيث يخترقه تيارات مائية خطيرة، كما أن ضيقه في بعض المناطق يجعل الملاحة فيه صعبة، وقد وقعت العديد من الحوادث الخطيرة.
@ مضيق الدردنيل:
هو ممر مائي دولي يربط بحر إيجة ببحر مرمرة. ويفصل المضيق ما بين شاطئ آسيا الصغرى وشبه جزيرة جاليبولي في الجانب الأوروبا وهما من الأراضي التركية، يبلغ طول مضيق الدردنيل حوالي 61 كم، وعرضه يتراوح بين 1.2 إلى 6 كم ويصل عمقه من 50 إلى 60 متراً.
وقد اعتنت الدولة العثمانية بعد امتلاكها للقسطنطينية بتحصينه فبنت القلاع على جانبيه حتى أصبح منيعاً يستحيل على أكبر أسطول أن يقتحمه بدون أن يتعرض لأكبر الأخطار.
حدير بالذكر أن هناك العديد من المضايق والممرات البحرية الأخرى حول العالم، ولكن أهميتها لا ترقى لمستوى أهمية ما سبق ذكره بالأعلى.
@ مضيق هدسون وهو ذراع ممتد من المحيط الأطلسي خليج هدسون في كندا ويقع المضيق بين جزيرة بافين والساحل الشمالي لمدينة كيبك ويبلغ طوله 450 ميلا (حوالي 724 كيلومترا) فيما يترواح عرضة بين 40-150 ميل (65-240 كم)
يكون المضيق صالح للملاحة فقط خلال أواخر فصل الصيف إلى أوائل فصل الخريف ولعب دورا مهما في التجارة وخصوصا تجارة الفراء، ووفر مضيق هدسون الوصول إلى قلب كندا عن طريق البحر .
@ مضيق أطرانط أو مضيق أوترانتو، وهو حوض بحري يقع بين إطاليا وألبانيا ويصل البحر الإدرياتيكي بالبحر الأيوني ويبلغ عرضه 72 كم.
@ كما وأن هناك عدة مضايق يصل عرضها إلى بضعة مئات من الأمتار وقد يتسع عرضها ليصل إلى عشرات كم أو أكثر مثل مضيق دوفر بين بريطانيا وفرنسا، ومضيق بهرنج بين روسيا والولايات المتحدة.
وتنطبق القواعد الخاصة بالمياه الإقليمية والدولية على المضايق، فإذا كان عرض المضيق أكثر من ستة أميال (حوالي 10 كيلومترات) تصبح نصف هذه المسافة والموزعة على جانبيه مياهاً إقليمية، والشـقة المائية في وسطه تصبح مياهاً دولية، أمّا لو كان عرض المضيق ثلاثة أميال، (حوالي خمسة كيلومترات)، فإنه يصبح مياهاً إقليمية صرفه، ويصبح للدول المحيطة به حق السيطرة عليه ويحدد نصيب كل منها من المضيق بخط يمر في وسطه.