التأمين وتجاوز الحدود
بقلم – محمد البكر:
مقطع مضحك ومثير للسخرية بطله هذه المرة شخص يقدم إعلاناً عن قرار شركة التأمين صاحبة العقد مع المؤسسة العامة للجسر برفع الحد الأدنى للتأمين من ثلاثة أيام إلى شهر بالكامل ، بحجة ” تخفيف الضغط على كبائن التأمين للداخلين للبحرين ، وما يقال عنه اليوم ” أتممة ” الإجراءات . بحيث إذا قمت بالتأمين عبر الأونلاين يسمحون لك بتأمين مركبتك لثلاثة أيام وهو الحد الأدنى .
بالنسبة لي هذا كلام حق أريد به باطل . ومن حقنا أن نسأل فيما إذا كان مبرر الشركة منطقياً ، لماذا لا تخفض قليلاً قيمة التأمين إذا كان عن طريق التطبيق بدلاً من رفعه !؟ فعند التخفيض ستشجع الناس على تحقيق الهدف الذي تريد الوصول إليه وهو تخفيف الضغط على كبائن التأمين .
أسأل ثانية .. من الذي سمح لهذه الشركة بالقفز من تأمين ثلاثة أيام إلى تأمين شهر بالكامل ، مع علمهم اليقين أن أكثر من 90% من العابرين يعودون في نفس اليوم أو اليوم التالي !؟ هذا عقاب للناس وابتزاز غير مقبول ، إذ يضطر العابر لدفع خمسة أضعاف ما كان يدفعه .
وأسأل ثالثاً .. هل العابرون للجسر من البحرين للدخول للمملكة سيدفعون أيضاً تأميناً لمدة شهر كما يحدث عند دخول البحرين ، أم سيستمر الحال كما ما هو عليه الآن !؟ .
التكدس عند كبائن التأمين ليست مشكلة من يريد العبور ، كما أنه ليس معنياً بحلها . بل الشركة هي التي عليها مسؤولية إيجاد الحلول . وليس من المنطق أختيارها أسهل الطرق لمضاعفة مداخيلها على حساب الناس .
أتمنى من كبار المسؤولين في المؤسسة العامة لجسر الملك فهد ، والذين نحترمهم ونقدر كل الجهود التي يقومون بها للتطوير المتواصل لمرافق المعبر ، وهو ما نلمسه على أرض الواقع ، نتمنى عليهم مراجعة وإيقاف هذا القرار المجحف بأسبابه غير المنطقية ، وإلزام الشركة بالبحث عن حلول بديلة وأبسطها تخفيض قيمة التأمين لمن يقوم بالتأمين الإلكتروني ، بدلا من رفعه لما يقارب خمسة أضعاف . ولكم تحياتي