الكشافة تعزز قيمة العمل التطوعي
بقلم – دكتور عبد الرزاق المدني:
رئيس مجلس إدارة سمبا
جاء الاحتفال باليوم العالمي للكشافة ليعيدني بالذاكرة الى عشرات السنين حيث كنا من الرعيل الأول للكشافة السعودية التي ساهمت على مدار تاريخها الطويل في نعزيز روح التعاون والبذل والعطاء واليوم يأتي اليوم السعودي ليعزز قيم العمل الكشقي ليكون وفق نهج مجود يحفز على التبنّي المجتمعي والتنظيم والتمكين للمساهمة الفاعلة في تحقيق رؤية المملكة 2030 بتوجيهات القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان
وتأتي مناسبة اليوم العالمي للكشافة اليوم فرصة لإظهار الحركة الكشفية الراسخة والمنتشرة، لتحقيق ما يتعارفون عليه بالكشفية بــ “كشاف يوم .. كشاف دوم”، والعمل على إيصال صورة أوسع لتلك الحركة التي بدأت عام 1907م ، كما أنها فرصة لكشافي المملكة في تفعيل مجالات المشروع الكشفي العالمي رسل السلام، الذي أنطلق من المملكة ويحظى بدعم منها، حيث تعمل مختلف قطاعات الجمعية على تحقيق أهداف ورؤية ورسالة المشروع الذي وصلت ساعات العمل فيه منذ انطلاقته عام 2011 إلى أكثر من ملياري ساعة عمل في مختلف دول العالم.
وهنا نستطيع القول أن الكشافة السعودية نجحت في المشاركة الفعالة في انجاح مواسم الحج التي تمت خلال جائحة كورونا يدعمها خبرة ستين عاما في خدمة حجاج بيت الله الحرام واستطاعت من خلال خبراتها المتراكمة أن تنقل عملها الذي بدأ عام 1382هـ ، من الاجتهادية الى المهنية الاحترافية في خطوات متسارعة تُجاري فيها تطورات العصر وتقنياته المتسارعة حيث عملت خلال العقد الأخير وقبله بــ 5 أعوام تقريباً على تطوير كل ما يتعلق بالمعسكرات بدأتها بتأهيل منسوبيها من خلال تزويدهم بالمعارف المتخصصة ، والمهارات الضرورية ، وممارسة العمل وفق إجراءات مهنية محددة ، حتى أصبح لديها محترفين استطاعوا تحقيق القفزة النوعية في كافة شؤون المعسكرات
ولاشك أن العمل الكشفي يمثل رافدا مهما من روافد العمل التطوعي حيث يعزز قيم العمل التطوعي الذي تضمنته مستهدفات رؤية المملكة الطموحة، ليكون وفق نهج مجود يحفز على التبنّي المجتمعي والتنظيم والتمكين وصولاً إلى مليون متطوع ومتطوعة نهاية عام 2030 م والذي بدوره سيسهم في رفع القيمة الاقتصادية للتطوع، وترسيخ قيمة التطوع في نفوس أبناء المجتمع كقيمة مضافة
وهنا ينبغى علينا أن نشيد بجهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حيث سعت الوزارة إلى تحفيز وتمكين التطوع وأطرت مضامين الفعالية بدليل إرشادي لمساعدة مختلف القطاعات في آلية المساهمة وتدشين العديد من المبادرات الميدانية ، فضلاً عن دعم الجهات المشاركة بما يجسد قيم المواطنة والعطاء .
وفي إطار نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في المجتمع ورفع وعي أفراده يسرنا في الجمعية التعاونية للأعمال البحرية أن نشارك في واحدة من المبادرات الخمس التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية وهي مبادرة ” تنظيف أعماق البحار لحماية الكائنات الحية ” حيث تمتد سواحل المملكة بطول 2500 كيلومتر على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي وتشكل بيئات مناسبة للشعاب المرجانية والكائنات البحرية المختلفة، لكن المخلفات تتسبب في قتل آلاف الكائنات بما يؤثر سلباً على النظام البيئي .