بقلم – عبدالله سحيان الدليمي:
اختلاف الليل والنهار ينسـي أحـيانًا الألـم والآهات التـي تخرج منـا, ومع تطاول وتزايد المآسـي من حولنـا نجد أنـفسنا بيـن الضـحايا وجميـعهم من بني البـشر؛ أرقـام الـقتلى تتزايد تدريجيًا وكأنها ” ترند ” كالذي نتسابق به الآن في مواقع التواصـل الاجتماعي. كأنـنا نـخبر العالـم بأنه لاوجود للإنسانـية وأن الحياة عبارة عن رحلة ومغامرة والبقاء للأقوى فيها؛ أو أنها محطات في كل محطة حياة قاسيـة والمنتصر من يجتازها.
دعونـا نـعيش جزء من عالم الإنسانية أو محطة من محطاتهِ القاسـية, قصـة أو غصـة قد تكون في بلعوم كل شـخص يملك إحساس صادق بالمسؤولية تجاه الإنسان الآخر. كلـنا في داخلنا إنسان يحوي في نفسـه كونًا بأكمله, وحتى وإن كان ذلك الإنسان طفلًا. فنحن لا نقـبل يومًا بأن نرى طفلًا لا يتجاوز عمـره السابعة يـصبح أب أو أم ويـواجه الظروف القاسيـة ليـعيـش !
نـعم هذا ما يحدث في زمننـا أو حياتنا. أو عنـدما نرى في محطتنا الثانـية شـابٌ في الثاني عشـر من عمـره مصـاب بمرض نادر ولايـستطيع الاعتماد على نفـسه فتأتي أختهُ التي تكبرهُ بسـنه كـي ترعاه بعد موت والديهمُا, فتـجبرها الـحياة بأن تكون أمًا وأختـًا له في آن واحد.
في كل محطة نـجد أنـنا نحمد الله على حياتنا, وندعو للآخرين بالفـرج الـقريب. نـعمة الإنسانية انعدمت لدى البـعض لأنهم لم يواجهوا تلك الظروف الـقاسـية, وهنـاك من يرجو فقـط نعمة الأمن والأمان. الغـريب عندما نرى أطفالنـا يتمتعون في حياتهم بتلك النـعمة دون أن نزرع بـقلبهم الإنسانـية الـتي أصـبحت تنعدم شـيئًا فشـيئًا والسـبب أنهم انشغلوا في برامج التواصل الاجتماعي.
أما من يعيش في تلـك المحطات يرجوا الله أن يجتاز الكوابيس الليلية التـي تأتيه جراء الـقصف اليومي. والذي يفـعلهُ الـبعـض بدوره اتجاه تلك الكوابيس هو وضـع بـعض الصـور والفيـديوهات التـي قـد تمتلك حس الإنسانـية في الظاهر ولكنها معدومة من داخله, وتكون غايته فـقط إشـغال المسمى ” ترند ” لتكون وسـيلته في الانتشار بسـرعة قـصوى في مواقع التواصـل الاجتماعي.
– تـلك هـي الإنسانـية لدى الـبعض منـا, في زمن أصـبحت الحياة مجرد لهو أو كـيف أصـبح مشـهورًا !!