الرياضة والنساء
بقلم – محمد البكر:
لا يختلف اثنان على أن الرياضة هي مفتاح للصحة ، وبوابة للسعادة ، والطريق الصحيح للاستمتاع بالحياة . ولأن ثقافة المجتمع وخاصة عند النساء قد تطورت كثيرا ، وزادت قناعتهن بأهمية الرياضة والحفاظ على قوامهن وصحتهن ، فقد انتشرت الصالات الرياضية المخصصة للنساء ، والمجهزة بأحدث الأجهزة والمسابح ومضامير المشي . ولقد أثبتت الأبحاث أن الفتيات اللاتي يمارسن الرياضة يحققن نتائج أفضل إن كن من الطالبات . كما أنهن يتعلمن الكثير من مهارات العمل الجماعي . ناهيك عن أن الرياضة تساهم وبشكل كبير في عزوف الفتيات عن التدخين حسب أغلب الدراسات.
إن نسبة الفتيات المعرضات للإصابة بسرطان الثدي وهشاشة العظام لمن يمارسن الرياضة أقل بكثير من غيرهن . ومن الأشياء الجميلة التي يمكن تحقيقها عند ممارسة التمارين الرياضية هو تحسين المزاج ، والتخلص من ضغوط الحياة وما يتبعها من أمراض الضغط والسكر ، من خلال تحسين مهاراتهن وبناء الثقة بأنفسهن جسديا واجتماعيا .كل ما ذكرته آنفا وربما أكثر من ذلك ، يكاد يكون معلوما جدا عند معظم فتياتنا ، وحتى زوجاتنا وأخواتنا من المتقدمات في العمر . ولعل الذي يتابع الواجهات البحرية ، والأماكن المخصصة لممارسة رياضة المشي ، سيدرك أن نساءنا بتن أكثر اهتماما بقوامهن وصحتهن .
لكن رياضة المشي وإن كانت من أفضل الرياضات ، إلا أنها لا تحقق كل ما تحتاجه المرأة لممارسة الرياضة الصحية بشكلها الصحيح ، أو كما هو موجود في الصالات الرياضية المتخصصة . فهناك أجهزة لشد البطن وتقوية العضلات والسباحة وهي الأهم من بين كل الرياضات . ولو نظرنا لقيمة الاشتراكات السنوية لتلك الصالات لوجدناها مرتفعة جدا مقارنة بقيمة الاشتراكات في الدول المجاورة . مما يجعل تلك الصالات محصورة لمن يستطعن الدفع . أما من لا تستطيع ذلك فليس أمامها إلا الاكتفاء بالمشي وهو أمر غير كاف . ولو كان المبلغ سيذهب إلى مطعم ، أو لشراء سلعة أو لحاجة ترفيهية ، لقلت إن هذا أمر طبيعي فالمثل يقول “مد رجولك على قد لحافك” . لكنه متعلق بصحة نصف المجتمع السعودي من ذوات الدخول المنخفضة .
من صالح وزارة الصحة والجهات الأخرى مثل الهيئة العامة للرياضة وغيرها تشجيع ممارسة الرياضة لدرء الأمراض الخطيرة والمزمنة ، ولهذا فهي مطالبة بالبحث عن خطط استراتيجية وطنية لمساعدة المواطنات الراغبات في ممارسة الرياضة بشكلها الصحيح ، من خلال توفير صالات رياضية حكومية إما بالمجان أو بمبالغ رمزية يمكن لأي سيدة سعودية دفعها . ولكم تحياتي.