كتاب السلام
جاسم
займ срочно

أخلاق الصعيد ..إلى أين؟!

نوفل
محمد حسن نوفل

يؤسفني جدا أن اكتب هذه السطور. فلم أكن أتصور في يوم ما أن تصل درجة الأخلاق في الصعيد إلي هذه المرحلة التي وصلت إليها الآن . تعجبت جدا ووجدت انه لا بد من وقفة ولا بد أن أكتب عن هذه الحالة بل لا بد من عتاب مع أن لفظ عتاب بسيط جدا ولكني لا أملك ولا استطيع سوي أن أنبه الناس في الصعيد  وخاصة بلدي قوص لما يجري فهو مجرد لفت للأنظار أو عظة لعل الله أن يصلح بيننا وينجينا جميعا.
دعونا نعترف بأن مجتمعنا اليوم تتهدده الكثير من الظواهر الدخيلة التي لم يكن يعرفها المجتمع القوصي ولا يمكن أن نغمض أعيننا عنها خجلاً فهي بائنة يراها كل ذي عينين.
ولكن لا ادري من أين هجمت علينا هذه الظواهر السيئة التي انحدرت معها الأخلاقيات وانحرفت معها أيضا السلوكيات؛ حتى تراكمت الأخطاء إلى درجة لا يمكن معالجتها اجتماعيا.. ولما لم يعد القانون سيدا في المجتمع، فلقد ازدادت الفوضى ، وانتشرت العبثية في كل مكان،وغابت الأخلاق القوصية المشهورة والكرم المعروف وحل محلها الجشع والطمع والأنانية وحب الذات، حل محلها روح الأحقاد والكراهية والانغلاق الفكري وضيق الأفق وعائلتي وعائلتك وجدي وجدك وهؤلاء عبيد والآخرون أسياد.
لقد تغّير المجتمع القوصي عما ألفناه من قبل وضاعت الأساليب الرسمية وأعراف المجتمع بغياب القيم والمبادئ الحضارية وحل محلها الأعراف الهمجية والعادات السيئة

لقد اندثرت تلك الوشائج الاجتماعية الرائعة في كل المجتمع وهجمت كل الأوبئة والسيئات والأعراف البليدة وأساليب التخلف. صحيح أن مجتمعنا لم يكن مجتمعا مثاليا، بل كان أفضل بكثير مما هو عليه اليوم !
إن حياتنا المعيشية تكاد تكون مشلولة من جراء ما نعانيه يوميا من اعتداءات وخصومات وترصد بعضنا لبعض لأتفه الأسباب فهل يا تري ابتلينا بمرض نفسي لا علاج له أو مجموعات من العقد النفسية التي لا يشعر بها إلا من يرصدها

ويتساءل البعض : أين المصلحون؟ أين وجهاء القوم ؟ أين الفئة الثالثة التي قال الله عز وجل عنها ” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصحوا بينهما فان بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلي أمر الله ، فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين”؟

كرتنا ثقافتنا

هل باتري قل الأسوياء في هذا الزمن.. وندر المصلحون ، وهل انهارت القيم وانحرف المجتمع، وانعدم التوازن؟

لا والله المصلحون موجودون والأسوياء العقلاء كثر ولكن تنقصهم مساعدة الآخرين،الذين يستطيعون أن يعالجوا الأخطاء وينتقدوا السلبيات ويواجهوا التحديات بكل جرأة وان يصبروا علي الاذي ويكتشفوا الحقائق ويعلنوها من دون أن يلتفتوا إلى هذا وذاك.. يهتموا بالقيم والأساليب المتمدنة

وكم من انهيارات وخصومات قابلتها معالجات ومصالحات حكيمة متزنة نجحت بفضل الله وأصبحت أكثر من أخوة ولكن أن نبقي علي هذا الحال فثمة انحرافات ستحصل، وسيسود العبث ويغرق المجتمع بالفوضى وينطفئ الضوء الشاحب وتضيع الآمال ، فهل استجبنا لذلك؟

نسال الله السلامة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy