سحر الصوت
بقلم – د. محمد ابو الجدائل:
“أغمض عينيك وسأحكي لك حكاية…” من منا لم يسمع هذه العبارة في طفولته قبل النوم؟ تلك اللحظة التي يبدأ فيها العقل برسم مشاهد خيالية مستوحاة من الكلمات، بينما ينسج الصوت قصصًا في ذهننا.
الصوت ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل هو بوابة تفتح لنا عوالم خيالية واسعة. بمجرد أن نسمع الصوت، نبدأ بتخيل الشخصيات، الأماكن، وحتى الأحداث وكأنها واقعية. هذا هو السحر الذي يجعل الراديو مميزًا.
الراديو، رغم بساطته واعتماده على الصوت فقط، يمتلك قوة خارقة. بمجرد أن يبدأ المذيع بالحديث، تأخذنا أصواته في رحلة تخيلية. نستطيع أن نرسم صورًا للمذيع، نتصور عمره وشكله وحتى المكان الذي يتحدث منه، مع أن الحقيقة قد تكون بعيدة تمامًا عن ما نتخيل.
هذا “السحر الصوتي” الذي يتقنه المذيعون المحترفون يجعلنا نعيش اللحظة كما لو كنا جزءًا من القصة التي يروونها. وعندما يتمكن الصوت من إثارة الخيال بهذا الشكل، يبقى له مكانه الخاص في قلوبنا، مهما تطورت التكنولوجيا.
لذلك، ورغم مرور الزمن وتغير الوسائل الإعلامية، سيبقى للراديو مكانته المميزة بفضل قدرته على تحريك الخيال وإطلاق العنان للأفكار. ففي النهاية، هناك سحر خاص في تلك اللحظات التي نغمض فيها أعيننا ونترك الصوت يأخذنا في رحلة خيالية لا حدود لها .