الصحة والمرض.. بين شكر النعم وتحمل الإبتلاءات
بقلم – نيفين خيري:
في ظل الحياة اليومية المليئة بالتحديات والمشاغل، يتناسى الكثيرون ممن من الله عليهم بالصحة الجيدة والقدرة على النوم بسلام دون الحاجة إلى مهدئات وكلها من نعم الله على الإنسان التي تستحق الحمد والشكر على النعم التي لاتعد ولاتحصى . ولكن ماذا عن هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التي تحرمهم الإستمتاع ببعض أنعم الله في الحياة فهل يجب عليهم أيضًا أن يشعروا بالامتنان ويشكرون الله؟
في الحقيقة، يحمد الله العديد من المرضى وأحياناً يكونون أكثر شكراً من الأشخاص الأصحاء. يرتبط ذلك بحقيقة أنهم يعانون من نقص هذه النعمة العظيمة ويدركون قيمتها بشكل أعمق. ففي العجلة والتهافت على شكر النعم، يجب أن لا ننسى أن هناك من يعاني ويفتقد لهذه النعمة.
لذلك، يجب أن لا نتباهى بصحتنا أو أولادنا، فهناك العديد من الأشخاص الذين حرمهم الله من الصحة أو فقدوا أحباءهم. يجب علينا أن ندرك أن الشخص الذي يشعر بالغيرة من النعمة التي لا يمتلكها ليس سوى شخصٍ طيبٍ ونقي القلب.
ومن المهم أن نتذكر أن تحمل المصاعب والابتلاءات هو جزء من حياة الإنسان، وبإرادة الله وإيماننا الصادق، يمكننا تحويل هذه التحديات إلى حسنات في ميزان حسناتنا. فقد وضع الله العديد من الأنبياء والرسل في ابتلاءات عظيمة، مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي فقد أبناءه الذكور في حياته، وسيدنا أيوب وصبره على المرض.
لذلك، نقول للمبتلين: لا تحزنوا، فإن ربنا سيعوضكم في الجنة باذن الله. قد تكون الابتلاءات صعبة وثقيلة، لكن الأمل والصبر يعطيان قوة للتغلب على الصعاب. قد يكون من الصعب فهم حكمة الله وراء تلك الابتلاءات، ولكن يجب أن نثق بأن هناك حكمة إلهية وراء كل ما يحدث في حياتنا.
لذلك، يجب أن نتعلم أن نقدر النعم التي نمتلكها ونشكر الله عليها، وفي الوقت نفسه لابد أن نشعر بالعطف تجاه الأشخاص الذين يعانون ويواجهون الصعوبات. دعونا نكن أكثر تواضعاً وتقديراً للحظات الجميلة والصحة التي نتمتع بها، ونعمل على مساعدة الآخرين وتقديم الدعم والمساندة للمبتلين.
في النهاية، دعونا نتذكر أن الحياة مليئة بالابتلاءات وبالإختبارات، ولكن بصبرنا وإيماننا، يمكننا تجاوزها وأن نعيش حياة مليئة بالسعادة والتفاؤل. فلنجعل شكرنا لله جزءًا من روتين حياتنا اليومية، ولنعمل على أن نكون مصدراً للدعم والتعاطف للآخرين في أوقات الابتلاء.
إن المتأمل في قضية الصحة والمرض سيكون على يقين أنهما يحملان معانٍ وتحديات . لذا يجب علينا أن نكون نحمد الله ونشكره على النعم التي نتمتع بها، وفي الوقت نفسه نكون متعاطفين ومتضامنين مع الأشخاص الذين يعانون. ومن خلال تقديرنا للنعم وتحملنا للابتلاءات، يمكننا أن نعيش حياة مملوءة بالسعادة والقوة الروحية.