قطع غيار بشرية
بقلم د.أمال صبري
منذ أن بدأ يلوح في الأفق موضوع العلاج “بالخلايا الجذعية” أصبح مثار للجدل، ذلك لأنه مازال في طور البحث العلمي، مما جعله يقع في نقطةٍ ما بين الوهم والحقيقة.
والخلايا الجذعية هي خلايا عادية تؤخذ من دم الحبل السري الغني بها بعد الولادة، أو المشيمة، أو الدم، أو الجلد، أو النخاع الشوكي، وتتم إعادة برمجتها بعدة طرق كي تتحول إلى خلايا جذعية يمكنها التخصص من جديد، لتصبح عضواً جديداً مثل الكبد، مما يجعلها قادرة على علاج الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية، كالسكري والأمراض الوراثية وأمراض الجهاز العصبي.
ويمكن للخلايا الجذعية أيضا، إعادة الحياة للأعضاء التالفة، مثل: البنكرياس، أو القلب، أو الكبد أو غيرها.
كما ثبت بالدراسة، أن الخلايا الجذعية الموجودة في مشيمة واحدة، تكفي لإعادة بناء خلايا الدم والجهاز المناعي عند طفل مصاب “بلوكيميا الدم”، ما يعني صلاحية العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج أمراض السرطان.
وهناك تجربة ناجحة لفريق طبي أردني تعاون مع فريق آخر أمريكي، حيث تمكنا من زراعة خلايا جذعية في البنكرياس لـ 4 حالات تعاني من السكري عن طريق القسطرة دون جراحة، وبعد فترة وجيزة تمكنت هذه الخلايا من إعادة إفراز الإنسولين، وتم الشفاء من مرض السكري من النوع الأول المعتمد على الإنسولين، وتمت متابعة المرضى خلال التجربة لمدة 51 شهراً حتى تم التأكد من الشفاء التام.
كما توصل فريق من الباحثين الأمريكيين من ابتكار “ميكرو قلب” صناعي من الخلايا الجذعية للأجنة، له القدرة على النبض مثل القلب الطبيعي، ويعد ذلك بارقة أمل جديد في عمليات زراعة القلب الصناعي في المستقبل.
كما تم استخدام الخلايا الجذعية، في علاج بعض مرضى الفشل الكبدي في مصر، مما أغناهم عن زراعة الكبد، وكذلك نجحت في علاج لوكيميا الدم، كما استخدمها علماء بريطانيون لعلاج مرضى مصابين بالعمى، وهناك العديد من التجارب لاستخدامها في علاج أمراض مختلفة.
وتمتاز الخلايا الجذعية بقلة تكلفتها وزيادة معامل الأمان في طريقة استخدامها، مقارنة بعمليات زراعة الأعضاء.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أخيرا، عن أن الخلايا الجذعية تعالج 90 مرضاً، بنسبة نجاح قدرها 100 %، لكن هناك بعض الأمراض التي تعجز تماما عن علاجها.
وللأسف، فبدلاً من تكثيف الجهود للبحث العلمي في كيفية الاستفادة من هذه الطفرة العلمية الهائلة في القضاء على أوجاع المرضى وآلامهم، أساء بعض الأطباء لهذا الكشف العلمي المذهل، باستخدامها كأداةً للنصب على مرضى لم تصلح “الخلايا الجذعية” لعلاجهم، فضلاً عن إنشاء بعض المراكز غير المرخصة للعلاج بها.
فإلى متى العبث بالعلم والاستهتار بالبحث العلمي، اللذين لا حيلة للأمم في الرقي والتعافي بدونهما؟
نشرت بالتعاون مع الزميلة جريدة الارض