يوم وطني…. بنكهة عالمية
بقلم – عائشة العبيدان:
في ملعب الوسيل تم إسدال الستار على نهاية نجاح كروي عالمي ليضع حدا فاصلا أمام جسور التحديات والتشويش والارهاصات الاعلامية التي تجاوزتها قطر بالارادة والعزيمة والاصرار والعمل لينتهي الوعد بنجاح مبهر وبشهادة من حضر ومن سمع ومن شاهد، ولتنتهي الاثنا عشر عاما من الانتظار والتوقعات والدراسة والتخطيط والتنفيذ والانفاق والجهد مع نهاية أجواء “المونديال 22 ” بكل تفاصيله وجمال وروعة مسيرته وانجازاته.
…. وعد الأمير الوالد الشيخ حمد حفظه الله فحقق الوعد، وعمل الابن الأمير الشيخ تميم فحقق الانجاز ودعمّت الايادي القطرية الشبابية فأثمر العطاء والانتاج،، إنها الوحدة الوطنية حين تلتحم بيد وطنية واحدة وشعور وطني واحد تدعمها القوة والتكاتف والحب للوطن والمصداقية في العمل من أجل الوفاء بالوعد، وتؤكد معنى شعار اليوم الوطني للدولة، “وحدتنا مصدر قوتنا ” وتجتمع الفرحتان في يوم واحد فرحة نجاح الحدث الرياضي العالميّ ” مونديال 22″ وفرحة الاحتفال باليوم الوطني السنوي للدولة..
…. كم هي أيام جميلة أنعشت القلوب وحيّرت الفكر، بجمال الأماكن باختلافها، السياحية والثقافية والرياضية والشوارع وزينتها وأنوارها ومجسماتها، أيام سرت كالطيف بين ربوع الوطن، وظللت سماءه بفرحة رسمت ملامحها على محيا الضيوف والمشجعين والاعلاميين بالثناء والمدح، وعلى المواطنين بالفخر والاعتزاز، كيف لا ! وكيف لا نفتخر! ونحن نرى دقه هندسية ابداعية في المنشآت والمرافق، وجودة عالية فريدة بأدق التفاصيل، ترسم لنا لوحة متكاملة اطارها الوفاء بالوعد، من الملاعب العالية الجودة المتكاملة الخدمات، ومن الوسيل وحداثة منشآته، وميناء الدوحة وروعةً استحداثه، والكورنيش وامتداد شواطئه،
و كتارا وموروثاته، وسوق واقف بماضيه وعبق رجاله، تجمعها التمازج بين اللغات والثقافات والعادات والأهازيج والفنون والرايات، شعوب من دول العالم اجتمعت على أرض عربية خصبة من الأمان والنظام والاحترام والكرم وانسيابية الخدمات، لذلك تحقق النجاح كم كنا نأمل ألا ينتهي المونديال ولا تتوقف وتيرته.
….اثنتان وثلاثون دولة قدمت لنا لعبا كرويا بمؤشرات متفاوتة ما بين الفوز والهزيمة،. ما بين بكاء. المشجعين وفرحهم،، عشنا مع تقاليدهم وموروثاتهم الفنية والموسيقية، استشعرنا خلالها بوجودنا في أوطانهم شاهدنا موروثاتهم، تقاليدهم وفنونهم ولباسهم عن قرب بألوانها وأشكالها. أضفت على الأجواء ألوانًا مختلفة حسب اللباس التقليدي امتزجت باللباس الخليجي، وكأنها لوحة فنان تجريدية بألوان متمازجة، عشوائية. لتصبح قطر ملتقى للثقافات والفنون، نجاح رياضي تحقق وتجاوز الحدود، سترحل أطيافه الجميلة الممتعة، وستبقى آثاره محفورة في ذاكرة المواطنين والمقيمين وزوار العرس الكروي الكبير الذي أخذ الاحتفال به بُعداً عالميّا لا ينسى.
…. اليوم وداع لنجاح كروّي عالميّ مقرونا بيوم وطنيّ سنوّي استثنائي هذا العام لتزامنه مع أكبر حدث رياضي استمد أهميته من شعاره ” وحدتنا مصدر قوتنا ” الذي يجسد الوحدة والتكاتف والقوة الوطنية والتلاحم بين القيادة والشعب، والتي جميعها تنطلق لما هو قادم من تطور وتنمية وفق “رؤية 2030” ويعتبر القوة المحركة لكل الانجازات التي حققتها دولة قطر في مختلف المجالات والقطاعات جعلتها تتبوأ مركزا عالميّا متميزا في صدارة قائمة البلدان الأكثر نموا في العالم، ومازالت قطر تسير في تحقيق انجازات قادمة لمستقبل قادم، ولأجيال قادمة، انها مناسبة وطنية سيشاركنا فيها جمهور من مختلف دول العالم، نقطف ثمارها من أجل الوطن يتوجّها المصداقية والأمانة في العطاء والانتاج، فجميعنا جزء من هذه المناسبة التي تؤرخ اللحظة التاريخية لمؤسس دولة قطر، وجميعنا يجب أن نرتقي بسمو أخلاقنا وثوابتنا وثقافتنا وموروثاتنا، من أجل الارتقاء بالوطن، ومن أجل الحفاظ. على مرتكزاته لتسير السفينة الوطنية نحو بر الأمان، وتسير ونجاح الانجازات، وفق الخطط نحو الأفضل عالميًا، وعليه نبارك لسمو الأمير الوالد ولسمو الأمير الشيخ تميم والشعب القطري هذه المناسبة الوطنية، وهذا النجاح الكروي العالمي المبهر …..
وكل عام والجميع بخير ….
Wamda.qatar @gmail.com