جنوح السفن في القناة .. والدروس المستفادة
بقلم – الدكتور عبد الرزاق المدني:
جاء نجاح تعويم ناقلة النفط العملاقة “AFFINITY V” السنغافورية التي جنحت يوم أمس في حدود الساعة السابعة والربع مساءً بتوقيت القاهرة، وهي قادمة من البرتغال وفي طريقها إلى ميناء ينبع الصناعي بالسعودية ليعيد للذاكرة حادثة سفينة الحاويات العملاقة “إيفرغيفين” التي أوقفت حركة الملاحة في 23 مارس 2021، حتى نجاح تعويهما في 29 من الشهر ذاته، وهو ما ساهم في ارتفاع الأسعار عالميا في ذلك الوقت.
ولكن في هذه الحادثة وصلت معدات حديثة إلى موقع جنوح الناقلة، كما تم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة أعمال سحب الناقلة الجانحة، إذ صدرت توجيهات بسرعة سحب الناقلة الجانحة لمنع تعطل الملاحة حيث تم حل مشكلة الناقلة في 5 ساعات و تعويمها وخروجها الى مسارها الطبيعي في قناة السويس وهذا يدل على إستفادة فريق العمل من درس الحادثة السابقة
وقد ساهم في حل مشكلة الناقلة التحرك السريع حيث تشكلت مجموعة عمل بقيادة رئيس الهيئة ومراقبي الملاحة وتم التنسيق مع مكتب تحركات بورتوفيق لإتخاذ الإجراءات اللازمة حيث تم الدفع بعدد 5 قاطرات وقسم الإنقاذ بالهيئة للتعامل السريع مع الموقف وتعويم الناقلة”
كما ساهم في سرعة حل مشكلة ناقلة النفط الجانحة تحديد سبب العطل الذي أعلنته هيئة قناة السويس وهو وجود عطل فني بدفة الناقلة تسبب في فقد القدرة على توجيه السفينة وجنوحها”.
وقالت هيئة قناة السويس، في بيان، عبر صفحتها على فيسبوك أن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أعلن نجاح وحدات الإنقاذ وقاطرات الهيئة في إنقاذ وتعويم ناقلة الوقود affinity التي يبلغ طولها 250 متراً وجنحت بالكيلومتر 143 ترقيم قناة بسبب عطل فني بدفة ناقلة النفط تسبب في فقد القدرة على توجيه الناقلة وجنوحها”
لقد اختصر المسؤولون في قناة السويس الزمن هذه المرة ونجحوا في تعويم ناقلة النفط في زمن قياسي لكي لاتتعطل قناة السويس أمام الملاحة الدولية لأن تبعات إغلاق القناة يعد أمراً قاسياً على التجارة العالمية إذ تذهب التقديرات إلى أن الإغلاق يكلف أسبوعيا من 6 إلى 10 مليارات دولار حسب شركة التأمين الألمانية “اليانس”، كما أنه يضاعف أسعار النقل والتأمين وتكاليف الإنتاج والوقود عدة مرات. ويدل على ذلك ارتفاع أسعار النفط بنسبة 6 بالمائة بعد أقل من 48 ساعة على حادث جنوح الناقلة. ويشكل المرور عبر القناة 10 إلى 15 بالمائة من مجمل السلع التي تنقلها الحاويات إلى مختلف أنحاء العالم. وتضم السلع والبضائع المارة كل ما يخطر على البال من مصادر الطاقة والمواد الأولية والوسيطة والسلع الجاهزة والحيوانات الحية وغيرها. أما وجهتها الأساسية غربا فهي أسواق أوروبا وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا. وعلى صعيد الوجهة شرقا فإن معظم السلع تتوجه عبر القناة إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ودول شرق وجنوب آسيا الأخرى.