الشحن البحري .. وسبل الإنتعاش من تداعيات كوفيد19
بقلم دكتور مهندس عبد الرزاق المدني:
رئيس مجلس إدارة سمبا مارين
يعد قطاع الشحن البحري واحدا من القطاعات التي تأثرت تأثرا شديدا بتداعيات أزمة جائحة كوفيد 19 فإرتفعت أسعار الشحن البحري إلى مستويات قياسية لم تصل إليه من قبل وتعطلت سلاسل الإمداد وزاد الطلب على النقل البحري بشكل كبير جدا وخاصة في النقل بالحاويات التي سببت تكدس البضائع في معظم الموانئ العالمية التي تفتقر بشكل أساسي للحاويات الفارغة مما دعى بعض السفن لنقل الحاويات الفارغة إلى تلك الموانئ لتغطية النقص الهائل في الحاويات الفارغة،والموجودة في الموانئ الخطأ وعالقة هناك وغير متوفرة في موانئ التصدير .
وتضاعفت أسعار نقل حاويات الـ 40 قدما أكثر من ثلاث أضعاف منذ بداية هذا العام ليصل إلى أكثر من سبعة آلاف دولار لنقل حاوية ٤٠ قدم من الصين إلى أمريكا. وكذلك تكلفة نقل حاوية إلى أوروبا وصلت إلى عشرة آلاف دولار، مقارنة بـ 1600 دولار فقط بنفس الفترة العام الماضي.
و أن هذا الوضع الغير مسبوق تسبب في زيادة الصعوبات، التي شهدها القطاع في الأعوام العشرة الماضية مما أدى إلى خسائر كبيرة لخطوط الشحن عامه
وفي الواقع فإن جائحة كوفيد في بدايتها أدت إلى جمود في الشحن العالمي وتسببت ذلك بإنخفاض غير مسبوق في الطلب ولم يكن مبشرا بالخير لهذا القطاع وحركة التجارة العالمية وإقتصاد العالم أجمع
كما أن أحداث توقف الملاحة في قناة السويس في شهر مارس الماضي أدى إلى تفاقم الأزمة.
وقد إنعكس الوضع وإستفادت بعض شركات الملاحة وخاصة الكبيرة التي لم تكن في حال أفضل مما هي عليه اليوم، فقد ضاعفت شركة “سي إم إيه سي جي إم” للحاويات والشحن ومقرها إيطاليا أرباحها لأكثر من ٤٠ مرة عن ما كانت عليه السنه الماضية حيث تجاوز صافي أرباحها إلى ما يزيد على ملياري دولار في الربع الأول من 2021 وحده.
وكذلك الشركة الدنماركية “ميرسك” حققت أرباحا صافية أعلى بلغت 2.7 مليار دولار للربع الأول من هذا العام، والذي يعد 13 ضعفا عن نفس الفترة العام السابق.
إن تحقيق أرباح مثل هذه يعطي فرصة لتحديث أساطيلهم لكي تعمل بالطاقة الحديثة الغاز الطبيعي المسال وخلافه .
فمثلاً قامت شركة “سي إم إيه سي جي إم” في أبريل الماضي بطلبات لبناء 22 سفينة حاويات جديده ، أكثر من نصفها تعمل بالغاز الطبيعي مما سينعش القطاع البحري ويقلل التلوث البيئي والتقليل من إنبعاث ثاني أكسيد الكبريت المضر بالبيئة حيث أن المنظمة البحرية العالمية IMO أعتمدت تطبيق الأنظمة التي أصدرتها مؤخراً.