أحاديث حظرٍ معقّمة (148)
بقلم – عدنان صعيدي
أواصل اليوم نشر ما جادت به ذاكرة المطوف الأستاذ فيصل نوح عن الحج وأعمال المطوف والجهد الكبير الذي كان يبذله المطوفون في مرحلة لم تكن فيها كل سبل المواصلات والتقنية والخدمات بما نشاهده اليوم من تطور وتحديث كبير جداً في المرافق والخدمات وأسلوب العمل.
يكمل المطوف فيصل نوح حديثه فيقول : ( حين ذكرت البروتوكول المحكم قصدت به أن معظم المطوفين عندما تبدأ أشهر الحج ــ وهي حسب العرف من منتصف شوال إلى منتصف محرم ــ يبدأ البروتوكول، ومعظم العمالة التي تعمل في الحج هم من (رجال الحجاز) فهم ليسوا من أهل مكة الساكنين بها بل كانوا من قرى الطائف والباحة، وكان مشهوداً لهم بالشهامة والقوة والولاء والتفاني والحرفية وهم معاودية (أي متعودون على ذات العمل ) لم تكن هناك وسيلة اتصال للتواصل معهم بل كانت الرزنامة محفوظة في ذاكرتهم فيحضروا بتوقيت منتظم مع بداية العمل للتجهيز لموسم الحج وهو أمر متوارث بينهم ومع أولادهم فمنهم (المقدم) وهو كبيرهم ومنهم فني في إصلاح الخيام ومنهم حراس أمن لحماية المخيمات والعمال ومختلف المهن ذات العلاقة، فمن لحظة وصولهم ودعوني أطلق عليهم ( فريق العمل الميداني) تفتح المستودعات وتبدأ مراحل التجهيز لتشييد مخيمات الحجاج فيخضع كَرَار المطوف (ما يمتلكه المطوف من معدات وادوات) لعملية التنظيف والصيانة والإحلال وهي أول مراحل بروتوكولات خدمة ضيوف الرحمن . . . أكتفي بهذا القدر ولعلي أكمل أولا أكمل حسب ما تجود به الذاكرة ) . . يتبع . .