مقالات

ثقافة بحرية (١٢)

 

أحواض بناء السفن في دول الخليج

بقلم دكتور مهندس – عبد الرزاق المدني:

إستكمالاً لما بدأناه ومن منطلق الحرص على نشر الثقافة البحريه من خلال مقال أسبوعي يساعد القاريء على إكتساب  تتعلق بالنقل البحري لما له من أهمية كبرى حيث أن حوالي ٩٠٪؜ من الصادرات والواردات تنقل بواسطة السفن وخاصة بالنسبة لمملكتنا الحبيبة التي حباها الله بإطلالة بحرية تربو على ٢٨٠٠ كم على ساحل البحر الأحمر وساحل الخليج العربي.

كما تحدثنا في المقاله السابقة عن أحواض بناء وإصلاح السفن عامة أحب أن أخصص هذه المقاله للأحواض الموجوده في دول التعاون الخليجي
حيث يوجد بها العديد من الأحواض الضخمة ومنذ عشرات السنين

١- الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)
أنشأت الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، في عام 1973، وإتخذت من مملكة البحرين مقراً لها حيث قامت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ” أوابك ” التي تشترك في عضويتها سبعة دول هي: دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، ودولة قطر، ودولة الكويت، ودولة ليبيا. وهي صرح عربي يجسد العمل العربي المشترك والتعاون على المستوى الإقليمي والدولي بإنشائها
وتتمثل أهداف الشركة في القيام بعمليات بناء وإصلاح وصيانة جميع أنواع السفن والناقلات ووسائل النقل البحري الأخرى. وقد أقامت الشركة أحواضا جافة لذلك

وتقدم خدماتها كأول حوض لإصلاح السفن في منطقة الخليج العربي، بالإستفادة من موقعها في منطقة مقتضة بناقلات النفط التي تحمل معظم الصادرات من دول الخليج العربي إلي جميع أنحاء العالم

ونجحت “أسري” في تقديم خدماتها للناقلات التابعة لشركات النفط العالمية الرائدة والشركات المالكة لناقلات النفط الخام الأخرى وخاصة التي تمتلكها هذه الدول (أعضاء الأوابك)
وكانت ناقلة النفط “أمبروزيانا” البالغ حمولتها 231.048 طناًً ساكناً، والمملوكة لمجموعة ” كارول كاميلو ” الإيطالية، هي أول سفينة دخلت إلي الحوض الجاف التابع لشركة أسري يوم 23 أكتوبر 1977، علماً أن الحوض يمكنه إستقبال ناقلات تصل حمولاتها إلي نصف مليون طن ساكن.
ورغم المتغيرات السياسية والإقتصادية العالمية والعربية والإقليمية التي شهدتها الشركة السنوات الماضية، لكنها حظيت برعاية كبيرة سواء من الدول السبع المالكة أو من مملكة البحرين الحاضنة لها، مما عزز من قوتها في الإستمرار في النمو والتوسع في أنشطتها داخل الأسواق العربية والعالمية، حتي أصبحت من الشركات الريادية في صناعة وإصلاح السفن، وأصبحت تشكل عاموداً أساسيا  في المشاريع العربية المشتركة.

٢- *حوض دبي الجاف *
جرى تطوير الأحواض الجافة العالمية- دبي لتلبية إحتياجات تصليح ناقلات النفط التي تعبر منطقة الخليج. ويبقى نشاط تصليح السفن النشاط الأساسي لحوض السفن والمصدر الأساسي لإيرادات الشركة السنوية. حيث تشمل خدمات الشركة ناقلات النفط الضخمة وناقلات البضائع السائبة وسفن الحاويات وسفن نقل المركبات و السيارات وسفن البضائع وناقلات الغاز والكيماويات والسفن البحرية وأجهزة الحفر وسفن الركاب العملاقة وقد قامت الشركة منذ إنشائها بتصليح آلآف السفن.
وقامت الشركة بإستقبال أكبر سفينة في العالم في حوضها الجاف وهي “نوك نيفيس” التي كانت تعرف سابقاً باسم “جاهري فايكنغ”، لعدة مرات كما قامت بتحويلها إلى خزان عائم. كما قام حوض السفن بتصليح السفن المملوكة من قبل ملاك السفن المستقلين ومن شركات النفط الكبرى. ويتمتع حوض السفن في دبي بطاقة استيعابية تزيد عن المليون طن مما يسمح بإرساء العديد من السفن وآليات الحفر في وقت واحد

٣- حوض الملك فهد لإصلاح السفن في جده

حوض الملك فهد لبناء وإصلاح السفن أنشئ من قبل الهيئة العامه للموانئ في عام ١٩٨٠م حيث يدار من قبل شركات القطاع الخاص في عقود طويلة الأجل
ويوجد به حوضين عائمين والعديد من الورش المغطاة والأرصفة البحرية المجهزة تجهيزًا كاملًا  للقيام بكافة أعمال الإصلاح والصيانة الدورية للسفن، من خلال العمالة المدربة ذات الخبرة ومجهز بأحدث المعدات التكنولوجية والفنية.

٤- *حوض الملك فهد لإصلاح السفن بالدمام *
تم انشائه في نفس الوقت من قبل الهيئة العامه للموانئ في عام ١٩٨٠م كما أنه يدار من قبل شركات القطاع الخاص في عقود طويلة الأجل أيضاً
ومساحة تبلغ حوالي 134.000 متر مربع، كما أنه مجهز بحوضين عائمين أحدهما يبلغ طوله 215 متراً وعرضه 35 متراً وحمولته 22 ألف طن والثانى يبلغ طوله 165 متراً وعرضه 25 متراً وحمولته 10 آلاف طن،

٥- *شركة الصناعات البحرية العالمية *
لقد تم البدء في تشييد مشترك لحوض بناء وإصلاح السفن على الساحل الشرقي للمملكة ( رأس الخير) بتمويل من صندوق التنمية الصناعية السعودي وبشراكة بين “أرامكو السعودية” و”لامبريل” ومقرها الإمارات والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) و”هيونداي” للصناعات الثقيلة الكورية الجنوبية.
وسيكلف ما يزيد على 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار). تبلغ مساحة المشروع نحو 12 مليون متر مربع ومبدئياً حيث تقوم بتصنيع منصات حفر بحرية وأكثر من 40 سفينة سنويا ، بما في ذلك ثلاث ناقلات نفط عملاقة وخدمة أكثر من 260 منتجاً بحرياً.
ووفقا لتقارير سابقة، سيوفر الحوض مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك عملية بناء السفن الكبيرة، وإصلاح السفن الكبيرة، وتصنيع الحفارات البحرية وإصلاح سفن الدعم البحري.
وسيشمل حوض بناء السفن مجموعة من المرافق بما في ذلك سبعة أحواض جافة مجهزة بالكامل هي؛ حوضان، خمسة أرصفة، نظام رفع السفن، مخازن، مناطق خدمات المرافق، ورش، مبانٍ للمكاتب، أماكن معيشة، ومرافق ترفيهية لأكثر من 10.000 عامل. ويتوقع أن يوفر هذا المشروع 80.000 وظيفة وأن يسمح للمملكة بالحد من واردتها بقيمة 12 مليار دولار، مع زيادة الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 17 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى