جسر الملك فهد . . وفاء وعهد
بقلم – جمال محمد الياقوت
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
عضو الإتحاد الدولي للصحفيين
تتصافح قريباً الأيادي بعد أن تصافحت القلوب في حنين وشوق تتجه الأنظار حول الترقب لإعادة إفتتاح جسر الملك فهد الذي يربط بين أقرب بلدين شقيقين ومتانة لمسار العلاقات الأخوية المتبادلة بين ( المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ) والتي تحظي هذه العلاقات بدعم وإهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة – حفظهما الله ، بعد أن توقفت الحركة علي الجسر بسبب تداعيات جائحة كورونا المستجد ( كوفيد 19 )
ويعد الجسر أحد الدعائم الأساسية ومن المعجزات التنموية ومثالاً لجمال التحفة الهندسية ، شيد بعزم وإرادة واحدة لقرار صائب ترجم من خلاله تلاحم الشعبين الشقيقين وزاد رسوخاً في العلاقات الخليجية ، فكان عهداً ووفاءً للعلاقات الأخوية الأبدية بين البحرين والسعودية علي درب واحد نحو هدف واحد ومصير مشترك واحد ليدركوا بأن هاجسهم ( درب من العشق . . لادرب من الحجر ) لكونه جسد دلالات ومعاني عميقة متجذرة لصلة التراحم ووشائج القربي ، محققاً في صدد ذلك منفعةً علي مرتاديه من الإنجازات والمكتسبات ، بإعتباره نقطة وصل وشرياناً ممتداً ، سيحكي للأجيال القادمة العزيمة والإصرار لوصلات الود والمحبة في الحلم الذي تحقق ، وها نحن اليوم نترغب تحقيق عودت إفتتاحه في حرارة أشد من حرارة الجمرة . وهنا نستذكر أبيات الشعر ، للمرحوم الشيخ حسن بن سلمان آل خليفة :
* ياخادم الحرمين الشريفين جئت لموطن
هو بالولاء وبالمحبة عامر .
* هلت لمقدمكم بشائر عزنا
فأوال في فرح وعيد غامر .
* جسر أقيم كي يجسد ماضينا
كم رسخت فيه عري وأواصر .
وأيضاً قال المرحوم الشاعر الدكتور غازي القصيبي :
*ياجسر عشناك حلماً في نواظرنا
نحنو عليه ونحميه من السهد .
*وبسمة تتمشي في ملامحنا
نخشي عليها فنخفيها من الحسد .
*تهفو المنامة والأشواق في دمها
إلي الرياض كما اشتاق النمير صدي .
*وللقصيم تباريح تؤرقه
إلي الرفاع وأوطارٌ بلا عدد .
*وبشرت جدة الحسناء شاطئها
هذي المحرق كادت أن تمس يدي .