بقلم – شريـف قـنديـل:
تعود الحياة لإيقاعها الطبيعي تدريجيًا من الساعة السادسة صباحًا حتى الثامنة مساء، ويبدو أن البعض يعتقد بالفعل أن كورونا تختفي أو تنام في هذه الفترة، ومن ثم يبدأ الزحام والتكالب على الحياة بشكل قد يفضي إلى الهلاك.
ولأن كورونا لا تنام نهارًا كما قد يعتقد البعض، فقد تمنيت وأنا أمضي بدون تصريح بميكروفون في فترة السماح حتى يسمعني الجميع.. والحق أن هذا الشعور يتملكني كلما تابعت الخطوات الناجحة والواثقة التي تتخذها الجهات المعنية، ومن ذلك انخفاض أعداد المصابين يوميًا وتزايد أعداد المتعافين يوميًا، وتشديد الرقابة في الشوارع والمراكز التجارية يوميًا.
لقد جاء النجاح المتواصل في مواجهة الفيروس نتيجة طبيعية لمقدمات صحيحة في مقدمتها التزام الجميع بالإجراءات والاحترازات وفي صدارتها التباعد الاجتماعي.. وفي ضوء ذلك يصبح تحقيق مزيد من النجاح مرتبط بالاستمرار في هذا التباعد!
طالبت في يوميات سابقة، بمواجهة كل فرد لنفسه، بل ومصارحتها: هل سيكون السلوك اليومي في البيت وفي المسكن والمكتب والشارع والمحل التجاري بعد كورونا مشابهًا لما كان قبلها؟ّ وأجدني اليوم مضطرًا لتكرار السؤال، قبل أن أجيبك ببساطة: أنت من تحدد مدى نجاح قدرة السلطات المختصة على المواجهة! أنت الذي ستحدد أعداد المصابين، بل وأعداد المتعافين، أيضًا.
إن أحدًا لا يستطيع تحديد موعد انتهاء المواجهة مع كورونا، لكنك من لطف الله تستطيع أن تحدد موقفك ومساهمتك في القضاء على الفيروس! ففي البيت لابد من غسيل اليد، وتنبيه من حولك كل فترة، وفي الشارع، وفي المكتب، وفي المصنع، وفي المتجر، لابد من غسل الضمير، وتنبيه نفسك في كل الأوقات.
انتبه! ستحتاج لمسحة طبية إذا أصابتك العدوى، سيجريها لك فريق طبي، مستعينًا بالمعامل والمختبرات، لكنك وأنت سليم معافى تحتاج، لمسحات ومسحات لنفسك، تجريها بنفسك، لقلبك وضميرك.. وكن أمينًا في رصد النتائج.
زر الذهاب إلى الأعلى