مقالات

ديوانية الأطباء ووسام الخدمة الوطنية المتميزة

 

بقلم – خالد السقا:

هناك من اختصهم الله بخدمة الناس، وهم الذين نالوا أعلى درجات التكريم بشرف تلك الخدمات التي يقدمونها، فبطبيعتنا الإنسانية لا يمكن لكل الناس أن يخدموا بقلب وعقل مفتوح، كما لا يملكون الطاقة والجهد والوسع لذلك، لذلك فمن اختصهم الله بتلك القدرة نحسبهم من حصلوا على عون الله تعالى لهذه الأعمال الجليلة، ومنهم رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالعزيز التركي الذي ظل يقدم جهدا عبقريا وفريدا ومثمرا طوال سنوات في خدمة المجتمع دون كلل أو ملل.
وهناك الكثير مما يبذله الشيخ عبدالعزيز التركي غير أن الذي يبرز ويحضر كثيرا في مسيرتنا الاجتماعية هو ذلك الدور الرائد في مكافحة السرطان حيث نجح بتوفيق الله في تأسيس منظومة خدمية وإنسانية فاعلة ومؤثرة استطاعت أن تسهم بدور كبير في معالجة كثير من المصابين، إلى جانب الدور التوعوي والإرشادي المستمر الذي يخدم جهود الوقاية من هذا المرض، وقد تطور عمل جمعية السرطان عبر السنوات لتصبح أحد أكثر المؤسسات قدرة وتفاعلا مع جهود الدولة في علاج ومكافحة السرطان.
وتم تتويج ذلك العمل المتطور بإنشاء ديوانية الأطباء بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية “حفظه الله” الذي يحث بصورة مستمرة على الاهتمام بالشأن الطبي بالمنطقة والعمل على تطويره وزيادة التوعية الصحية بالمجتمع، فكان ميلاد هذه الديوانية المتفردة باستضافتها متحدثين بارزين ومهمين لاستعراض أحدث وآخر التطورات الطبية في شقيها العلاجي والوقائي التوعوي.
وبدعم الشيخ عبدالعزيز التركي وعمله على تطوير عمل الديوانية تمت توسعة نطاق عملها لتضم المرأة حيث أصبحت هناك طبيبات بارزات ولهن وزنهن العلمي على المستوى الدولي، فاستضافتهن الديوانية إلى جانب النخب الطبية الأخرى ليستمر عمل الديوانية في تأسيس رؤية ومظلة طبية واسعة وشاملة تعكس الدور المتعاظم للشيخ التركي في إثراء الحياة العامة بمجتمعنا وتوفير أقصى ما يمكن من برامج ومبادرات التواصل بين الأطباء والمجتمع.
هذه الديوانية تتويج لأفكار عظيمة ومقدرة في العمل الإنساني المؤسسي، إذ من المهم والضروري أن يلتقي الأطباء في تجمعات علمية مثل هذه بحضور لفيف من أفراد المجتمع والإعلاميين لنقل الصورة الحيوية للطروحات الطبية التي يتم بحثها ونقاشها واستعراضها في برامج الديوانية الشهرية بما يوفر جرعة وقائية للمجتمع، إلى جانب تعزيز التواصل بين الأطباء والأفراد، وإيجاد حلقات من التواصل بين الطرفين بما يقودنا إلى مجتمع حيوي كما ورد في رؤية المملكة.
ولعلنا إذا شكرنا للشيخ عبد العزيز التركي أدواره الكبيرة في العمل العام والنفع العام فإننا قد لا نوفيه حقه ولكننا نسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يمنحه الصحة والعافية ليواصل هذا العطاء الإنساني الفريد والاستثنائي الذي يؤسس لأجيال بلادنا كل معاني وقيم الخير والإنسانية بلا حدود، وأن يستمر تطوير المبادرات والبرامج المجتمعية ولا تتوقف عند محطة بعينها وإنما تتطور على نحو ما يمضي فيه الشيخ التركي، فهو بحق قدوة ومثال ونموذج لكل ما يمكن أن نبادر إليه في خدمة مجتمعنا ووطننا بكل تفان وحب وصدق ووفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى