ماذا نستفيد من الجائحة كرونا (٢)
بقلم دكتور مهندس – عبد الرزاق المدني:
كما وعدناكم باستعراض كيفية الإستفادة من الجائحة بعد إنحسارها قريباً بإذن الله حيث سنتكلم من المجموعة الثانية (غرفة التطوير ) ومستقبل التعاون المشترك بين الدول العربية حيث أن تكوّن لجنة أو هيئة دائمة من خبراء تحت إشراف المجلس الوحدة الإقتصادية التابع لجامعة الدول العربية والذي تم انشائه عام ١٩٥٧ م ليقوم بعمل تكامل إقتصادي ( Economic Integration) بين الدول العربية ويشكر على ما يقوم به من أعمال ولكن جاء الوقت ليكرس جهده على تقوية العلاقات الاقتصادية وإجتماعية للدول الأعضاء وإستغلال هذه الفرصة التي أظهرت مدى الحاجه الماسة لذلك أرى يكون ذلك بالآتي:
أولاً:
عمل مجموعة للتنسيق أو مركز موحد ليضم جميع مراكز البحوث التي لدى الدول العربية لتوحيد جهودها ووضع أولويات لأعمالها حيث إتضح من الجائحة حاجة ماسة لهذا التنسيق بوضع خطط للبحث العلمي لكافة القطاعات وخاصة الصحية والإجتماعية وتشجيع العلماء والمتخصين وإستقطابهم لعمل البحوث العلمية وكيفية التصرف عند ظهور مثل هذه الحالات وتشجيع المصانع لتحوير إنتاجها لما يخدم محربة هذه الجائحة وعلى الدول رصد مبالغ كبيرة لذلك كما هو معمول به في الدول المتقدمة حيث تصرف مليارات الدولارات على مثل هذه المواضيع وإنشاء مراكز ومؤسسات للبحث العلمي المتخصصة في كل مجال أعلم بأن هناك مراكز في بعض الدول ولكن بصفه فردية كما ذكرت سابقاً وأن مايتم صرفه في معظم الدول العربية على مجال البحث وتطويره للأسف هو أقل بكثير من ما نتوقع كما أن أهل الخبرة والعلماء لم يوفوا حقهم فنجدهم يهاجرون للدول التي تعرف قيمتهم فيجب وضع سياسة واضحة ونظام ومميزات لإستقطاب أولائك العلماء لإقناعهم بالعودة إلى أوطانهم والعمل على تحقيق الأهداف المرجوة
ثانياً:
إن الجائحه وانتشار الوباء السريع في مجتمعاتنا أظهرت لنا أمور عديده وخاصه في الخدمات الصحية المقدمه في بعض الدول العربية رغم استثمار المال الكثير من قبل القطاع الخاص في المجال الصحي وبالنظر في ذلك أرى أنه يحتاج إلى إعادة نظر ، فللأسف أن هناك عدة منشئات صحية لا ترقى للمستوى المطلوب ولا يتناسب مع المليارات التي تصرف من قبل الحكومات وخاصة في دول الخليج العربي كما أن الحالات التي ترسل للعلاج خارج الدول فلماذا لا نعمل مستشفيات تقوم بذلك بدلاً من أن تذهب تلك الأموال إلى دول أخرى ولو نظرنا إلى المبالغ التي تصرف سنوياً على ذلك لوجدناها كبيرة جداً وبها ممكن عمل مستشفيات تقوم بكل العمليات المستعصية وخاصة مع تطور وتقدم العلوم الطبية وإجراء العمليات عن بعد حيث أثبتت لنا الأزمة فعاليتها وفي كافة المجالات ويمكن تطبيق ذلك في شتى المجالات لكن نحتاج إلى تدريب الشباب العربي على ذلك سوءاً جدد أو رفع كفاءة الموجودين على رأس العمل مما يؤدي إلى الإستغناء عن بعض العمالة االوافدة لتوطين تلك الوظائف
لقد كشفت لنا الجائحة الخلل في بعض المؤسسات الصحية في الدول وأخرى أثبتت والحمد لله كفاءة منقطعة النظر من حيث إحتواء دولنا العربية الكم الرهيب من المرضى والعناية بهم ولكن هل يمكن إستعاب أكثر من ذلك إذا طالت المدة لاسمح الله ؟؟؟
بالنسبة للمستشفيات الخاصة أو السماح لبعض الشركات الطبية العالمية، نجد أن تلك المؤسسات تعمل في الغالب على أساس تجاري بحت ولم تظهر إي مسئولية إجتماعية عند ظهور الجائحة سوى بعضها ولكن لا ترتقي للمستوى المطلوب حيث كسبت الملايين من قبل إن لم تكن مليارات وللأسف البعض يشتكي من التأثر بالجائحه ويدعي الخسائر ، ونجد بعض منها ضيقة الاستيعاب، وممارسة العمل الطبي ويتوجب النظر فيها من جديد، إضافة إلى استنهاض التعليم الطبي في مجالاته المختلفة، من جميع العاملين فيه (الأطباء ، المعاونين الفنين والممرضين، المساعدين …الخ)،
إن هذا الجهد لا يأتي تلقائياً، بل يحتاج إلى تعاون وتخطيط، وأيضاً وضع كادر خاص بحوافز لتشجع الشباب للإلتحاق به حيث نجد كثير من المؤسسات الطبية تعتمد على يد عاملة غير عربية، خاصة الفنية والمساعدة، ليس في ذلك من ضير، إلا أن هناك فروق ثقافية في بعض الأوقات عليه يجب أن نقوم بتدريب الكفاءات من المواطنين ليأخدوا مكانتهم في هذه المؤسسات الوطنية التي لديها حاجة ماسة لسواعد أبنائها