أنا موجود
بقلم – فيصل الظفيري:
اللقاءات الاجتماعية عادة حميدة مع الأهل والأصدقاء يحرص عليها الكثير منا.. ففيها نلتقي مع أحبابنا ونسمع أخبارهم ونعرف قصصهم ونتعرف من خلالها على أحوالهم.
ومثلها المؤتمرات وورش العمل التي نشارك فيها لاكتساب المعارف والمهارات وتعزيز قدراتنا، ونجدها فرصة للمشاركة وإبداء الرأي وإسماع أصواتنا أو حتى الاستفسار أثناء إتاحة الفرصة للنقاشات..
وبعضنا يحاول أن يدفع نفسه دفعا للمشاركة لإبداء وجهة نظره خاصة من ليس معتادا على المشاركات، هذا غير أن ثقافتنا العربية وبالأخص هنا في الخليج لا تساعد في الجرأة على الحديث، ولعل المسؤولين عن اللقاءات والاجتماعات العائلية منها والرسمية يحرص على إتاحة الفرصة للمشاركة الصحية في هذه الفعاليات.
لكن هناك فئة مختلفة جدا من الناس في كل اجتماع أو ورشة عمل او مؤتمر تعودوا أن يكونوا محور هذه النقاشات واللقاءات بهدف أو بدونه، بل إن بعضهم يشعر بالنقص إن لم يشارك في الحديث وإبداء وجهة نظره سواء كانت هذه المشاركة مهمة أم لا. وللأسف بعض هذه المشاركات يملها المستمع والتي معظمها ليس لها تأثير على موضوع الاجتماع الأصلي.
وتلمس ذلك بشكل كبير في المؤتمرات وورش العمل، حيث تجد مجموعة الأشخاص لا يملون من الحديث ويجدون متعة في المشاركة والتفات الناس والكاميرات لهم، مما يجعل هذه اللقاءات والاجتماعات تمتد لساعات وساعات وتخرج عن أهدافها.
ويبقى لقادة هذه اللقاءات والاجتماعات مسؤولية كبيرة في إشراك أسماء جديدة وإتاحة الفرصة لأشخاص جدد لسماع أصواتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم بدلا من الذي يحصل حاليا في كثير من اللقاءات، حيث يتسيد مجموعة اللقاء على طريقة (أنا موجود) وتضيع الأهداف التي من أجلها وضعت هذه اللقاءات.