في رسالة إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي للموئل.. سمو رئيس الوزراء بمملكة البحرين يدعو المجتمع الدولي إلى تبني برامج دعم اقتصادي ميسرة لمساندة الدول في بلوغ أهداف التنمية المستدامة
البحرين / جمال الياقوت
دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله رئيس الوزراء بمملكة البحرين ، المجتمع الدولي إلى تبني برامج دعم وتحفيز اقتصادي ميسرة لمساندة جهود الدول في بلوغ أهداف التنمية المستدامة، والتي تأثرت بشدة جراء التحديات الراهنة الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المستجد.
وشدد سموه على أن الواقع الجديد الذي يعيشه العالم في ظل هذه الجائحة، يجب أن يكون حافزا نحو إعادة ترتيب أولويات التعاون الدولي، والتركيز بشكل أكبر على مجالات التنمية التي يمكن أن تسرع من تعافي الاقتصادات وتحقق المنافع المشتركة للشعوب وتكفل لها الطمأنينة والأمن بمفهومه الشامل.
ورأى سموه أن جائحة كورونا أثبتت أن البنية التنموية القوية في كافة المجالات الإسكانية والصحية والتعليمية، هي حجر الأساس في تعزيز قدرة الدول على مواجهة مختلف التحديات.
ونوه سموه إلى أن الحصول على السكن الملائم يشكل أحد الركائز الأساسية لتحقيق أمن واستقرار المجتمعات، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز مقومات سلام البشرية وتطورها.
وأكد سموه أن مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل حفظه الله ورعاه ملك مملكة البحرين ، استطاعت أن تواجه التحديات الراهنة بفضل صلابة البنية التحتية التي أنجزتها المملكة على مدى سنوات في مختلف المجالات، والتي لازالت تتواصل في ظل توجيهات جلالته بوتيرة متسارعة في مشروعات الإسكان والتنمية و الحضرية والرعاية الصحية وغيرها.
وأضاف سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة يوم الموئل العالمي الذي يصادف يوم بعد غد الاثنين ويقام هذا العام تحت شعار “الإسكان للجميع: مستقبل حضري أفضل”، أن الوفاء بأهداف التنمية المستدامة 2030 وفي مقدمتها الهدف الحادي عشر “إقامة مدن ومجتمعات محلية مستدامة”، يحتاج إلى أن يكون المجتمع الدولي أكثر قدرة على تقييم المخاطر الناجمة عن استمرار الوضع الحالي، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضرية، وهو الرقم المتوقع أن يرتفع بحلول عام 2050 إلى 6.5 مليار فرد، أي ما يمثل حوالي ثلثي أعداد البشرية وفقا لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الانمائي.
وأكد سموه أن الاحتفال بيوم الموئل العالمي مناسبة لتأكيد أهمية تضافر مختلف الجهود لدراسة تأثيرات هذا الوباء، ولاسيما على قطاع الاسكان، وقال سموه: “إن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة أضحى أولوية وأكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل انتشار جائحة كورونا”.
ودعا سموه المجتمع الدولي إلى مساعدة المجتمعات والشعوب التي تعاني من تراجع في مستوى ونوعية الخدمات الإسكانية من خلال عمل منظم وفعال يرتقي بآليات التنمية المستدامة فيها بالتوسع في المشروعات الاسكانية ورفدها بأحدث الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية المتطورة.
وقال سموه:” إننا نفتخر في مملكة البحرين بأننا وضعنا منذ عقود برامج عمرانية واسكانية، ونجحنا في التعامل مع الملف الإسكاني وفق رؤية شاملة تضمنت قراءة الواقع واستشراف المستقبل، انطلاقا من إدراكنا لأهمية قطاع الإسكان كأحد المرتكزات التي تضمن للتنمية استدامتها وتوفر للمواطنين مقومات الراحة والعيش الكريم”.
وأشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بمملكة البحرين إلى أن مملكة البحرين تشهد نهضة عمرانية واسعة في مختلف المناطق، حيث تم توفير وبناء العديد من المدن الإسكانية الجديدة، والتي صممت وفق أحدث الطرز الانشائية والمعمارية وتم رفدها بالبنية التحتية والمرافق والخدمات العصرية التي تواكب المستقبل.
وأكد سموه أن الحكومة حرصت في جميع برامج عملها على إيلاء القطاع الاسكاني أولوية عبر تخصيص الميزانيات التي تضمن استمرار وتيرة العمل في إنشاء المشروعات الاسكانية مهما كانت التحديات.
وأشاد سموه بالدور المهم الذي يقوم به القطاع الخاص في مساندة جهود الحكومة من خلال سلسلة من المشروعات الإسكانية التي نفذها بالتعاون مع وزارة الإسكان ضمن برنامج “السكن الاجتماعي” والتي كان لها إسهامها الواضح في استيعاب جزء كبير من الطلبات الاسكانية.
وأعرب سموه عن تقديره للجهود التي تقوم بها وزارة الاسكان وجميع منتسبيها في تنفيذ المشروعات الإسكانية في مختلف مدن وقرى البحرين، وفق رؤى تقوم على مفهوم الاستدامة وبما يراعي تلبية احتياجات المجتمع البحريني.
وأشاد سموه بمبادرات وجهود برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” ومساعيه الحميدة لتعزيز مسيرة العمل الجماعي الدولي في مجال التنمية المستدامة وتحسين الأوضاع المعيشية للشعوب على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بمملكة البحرين اهتمام مملكة البحرين بتوسيع نطاق التعاون مع برنامج “الموئل” والاستفادة مما لديه من خبرات بما يدعم جهود النهضة العمرانية والاسكانية في المملكة واستدامتها.