مقالات

فرّقتنا السياسة وجمعتنا الرياضة في حب الوطن

بقلم – خليفة صليبيخ:

وهذا الدرس الثاني أو المقال السابق الذي كتبته منذ خمسة أشهر، وربما البعض يتذكره أو يتذكر عنوان المقال (علّمتنا الرياضة ما لم تعلّمنا السياسة)، وهذا تأكيد على قوة وتأثير الرياضة على الشعوب في أن تلعب دورًا إصلاحيًا، تربويًا، وطنيًا. أما السياسة الحزبية ومن ينخرط فيها تكون في العادة انتهازية وطائفية وغالبًا ما تكون عميلة لمن يدفع لها، حتى أنها في معظم الأحيان تقف ضد شعبها الذي يطالب بحقوقة المسلوبة.

السياسة السيئة والخبيثة التي اتبعتها بعض الجمعيات المعارضة هي من وضع العصا في عجلة التطور والإصلاح في البلد، السياسة هي من ألقت بالعشرات والمئات من الشباب في البطالة بالوقت الذي كان من الأفضل لهم مواصلة دراستهم، والاستمتاع بالرياضة، ليضمنوا مستقبلهم التعليمي، وليكونوا ضمن كوكبة الرياضيين الذين يخدمون أنفسهم والوطن!

وكم من مواهب خسرناها نتيجة غرس أفكار وهمية في عقول الشباب، أفكار توهمهم أن إيران وحزب الله هم مثلهم الأعلى وهم من يدافع عنهم وعليهم اطاعتهم، ولكن جاءت أحداث لبنان والعراق عندما انتفض الشعب وأراد ان يتخلص من اللصوص والفاسدين اول من تصدى لهم لصوص كبار وهم حزب الله.

أما في البحرين، فقد استطعنا ان نتجاوز حقبة 2011 بفضل قيادتنا الحكيمة التي لا تميل ولا تتحيز لفئة ضد فئة ولا تتحيز مع طائفة على حساب طائفة آخرى، وظلّت القيادة تعمل بصمت وتعالج الشرخ الطائفي الذى سببته الأحداث التي اندلعت بسبب السياسة الخبيثة، ظلت القيادة تعمل وتعمل وتركز على الشباب في جميع مدن وقرى البحرين، ونتيجة هذا العمل العظيم الذي تحمّل مسؤوليته شيخ الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، تحولت الساحة البحرينية الى مملكة يضرب بها الأمثال في الساحات الدولية ويرفع علمها مرفرفا في معظم المنصات التي تجري فيها المسابقات الرياضية.

وصدق شيخ الشباب عندما تعهد امام مليكنا على أن يجعل عام 2019 عام الذهب (وصدق في عهده)، اليوم البحرين بجانب احتفالها بفوز فريقنا الوطني لكرة القدم ببطولة كأس الخليج، نرى جميع المواطنين ومن مختلف المدن والقرى يحتفلون بأعياد المملكة، مهنئين القيادة بهذه الاحتفالات، تاركين خلفهم الماضي السيء الذي سببته السياسة، متمسكين بالرياضة التي تجمعهم مع اخوانهم ولا تفرقهم. وأتمنى أن يكون شعار هذا عام 2020 (السياسة تفرقنا، والرياضة تجمعنا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى