خذوا الحكمة والإتقان من أهل اليابان
بقلم – الدكتور أحمد العرفج:
مَشغولٌ هَذه الأيَّام، بالمَدرَسَة اليَابَانيَّة، التي نَالَت إعجَاب العَالَم، وأَصبَحت قِبلَة حَضَاريَّة يَقصدهَا النَّاس والدَّارسون، وطَالبو المَجد والنَّجَاح..!
وأَعتَقد أَنَّ أَقرَب طَريق إلَى الدّخُول؛ فِي نَسيجِ أَي شَعب، يَتم مِن خِلال الأَمثَال التي يَتدَاولهَا، فهي تَرسم المُخطَّطات والأَفكَار لهَذَا الشَّعب، وقَد اقتَنيتُ كِتَاباً عَن الأَمثَال اليَابَانيَّة، فوَجدتُها بشَكلٍ عَام؛ تَدور حَول مَوضُوعَات حَيويَّة، مِثل الإنتَاج والتَّخصُّص، والأَخلَاق والوَاقعيَّة، والمرُونَة والإصرَار عَلَى النَّجَاح، والانضبَاط الذَّاتي وأَدَاء الوَاجِب، وأخيراً التَّمسُّك بلُغة الإتقَان..!
مَثلاً فِي اليَابَان؛ يُؤكِّدون عَلَى أَنَّ النَّجَاح؛ يَأتي مِن بَوَّابة الإصرَار، فيَقُولُون فِي أَمثَالِهم: (إذَا سَقَطْتَ سَبع مَرَّات، ستَقوم فِي الثَّامِنَة)..!
ويَعتَقد البَعض أَنَّ الشَّعب اليَابَاني، شَعبٌ صِنَاعي، لَا يَعرف العَواطِف، ولَكن الأَمثَال اليَابَانيَّة تَفضَح اليَابَانيين، وتُثبت أنَّهم مِن الرُّومَانسيين، حَيثُ يَقولون فِي مَثلٍ مَشهُور عِندهم: (الحُبُّ لَا يَحتَاج إلَى كَلِمَات)، وهَذَا مِصدَاق لكَلَام “طلال مَدَّاح” -رَحمه الله-: (لَا تَقول خَلّي العيُون عَنّك تقُول)..!
والحِرص والاهتمَام ظَاهِر فِي الأَمثَال اليَابَانيَّة، ومِن أَشهَر أَمثَالهم فِي هَذا الصَّدَد قَولهم: (الإهمَال هو العَدو الأَكبَر)..!
واليَابَانيّون شَعبٌ حَكيم، فهُم يَعرفون أَنَّ الشَّرَّ لَه بَركَة؛ لَا تَتوفَّر فِي الخَير، حَيثُ يَقولون فِي مَثلٍ مَشهُور: (الأَعشَاب الضَّارَة تَنمو وتَزدهر)، ويَقُولُون فِي مَثلٍ آخَر: (الأَخبَار السيِّئَة تَنتَشرُ بسُرعَة)..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: سأَتحدَّث كَثيراً عَن الأَمثَال اليَابَانيَّة، لأنَّ فِيهَا اختصَار للكَثير مِن التَّجَارُب، ويَكفِي أَنَّهم يُؤكِّدون عَلَى قوّة البدَايَة، وجَودتهَا وصَوَابهَا، حَيثُ يَقولون: (إذَا كَانَت البدَاية جيِّدة، فكُلِّ شَيء سيَكون جيِّداً)..!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
T: Arfaj1