سعود بن نايف.. قيادة تُعزز قيمة الشراكة وتُنسب النجاح لأهله

بقلم – دكتور جاسم الياقوت :
نائب رئيس إتحاد الإعلاميين العرب

في زمن تتعاظم فيه الإنجازات وتتسارع فيه وتيرة التنمية، يبرز القائد الحقيقي لا بما يحققه من منجزات فحسب، بل بأسلوبه في إدارة النجاح ونسب الفضل إلى أصحابه. هكذا كان مشهد لقاء صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، مع أعضاء مجلس إدارة غرفة الشرقية، حين قدّم نموذجًا رفيعًا في القيادة المتزنة التي تعترف بالجهد وتُعلي قيمة الشراكة، مؤكدًا لهم بكل وضوح: «إنه نجاحكم وإنجازكم أنتم».

استقبال سموه لأعضاء مجلس إدارة الغرفة في ديوان الإمارة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، لم يكن لقاءً بروتوكوليًا تقليديًا، بل منصة تقدير واعتراف بالدور الحيوي الذي تقوم به الغرفة في خدمة المستثمرين وتنمية قطاع الأعمال والأنشطة التجارية، ضمن دورتها التاسعة عشرة، وما قدمته من برامج ومبادرات ذات أثر ملموس على أرض الواقع.
وفي حديثه، جسّد سمو أمير المنطقة الشرقية رؤية القيادة الرشيدة – أيدها الله – التي تؤمن بأن الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للنمو، وأن المملكة تمضي بثبات لتكون مركز إشعاع اقتصادي إقليمي وعالمي. وأشار سموه إلى ما تتمتع به المملكة من مجتمع اقتصادي حيوي، يضم رجال أعمال أثبتوا حضورهم محليًا ودوليًا، وأسهموا في صناعة الأثر وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني.
وقد حرص سموه على الإشادة بدور رواد الأعمال من شباب وشابات الوطن، مؤكدًا أنهم يحظون بدعم واهتمام كبيرين من القيادة الرشيدة، إدراكًا لأهمية تمكينهم ليكونوا عنصرًا فاعلًا في بناء مستقبل المملكة. وأوضح أن هذا الدعم يتجسد في مبادرات متعددة وبيئة محفزة لريادة الأعمال، تفتح آفاق الابتكار والاستثمار، وتدعم التحول الاقتصادي الشامل مشيراً إلى أن رواد الأعمال بالأمس هم قادة غرفة الشرقية اليوم ومن رسم الكثير من الإنجازات والإستراتيجيات التي يشار لها بالبنان على مستوى المنطقة .
لكن اللافت في اللقاء، أن سمو الأمير سعود بن نايف لم ينسب الإنجاز للموقع أو للمنصب، بل أعاد الفضل إلى العاملين في الميدان، من أعضاء مجلس إدارة غرفة الشرقية، مشيدًا بما حققوه في دورتهم الحالية من متابعة دقيقة للأعمال التجارية، ودعم جاد للاستثمار، ومؤكدًا في الوقت ذاته أهمية مواصلة الجهود، وتنفيذ الخطط الإستراتيجية المعتمدة، لتهيئة بيئة أعمال جاذبة، ودعم مختلف الجهات للمشاركة في مشاريع التنمية بما يحقق النفع العام.
إن ما قاله سموه في هذا اللقاء يتجاوز كلمات الثناء، ليؤسس لثقافة قيادية راقية، تُحفّز على العطاء، وتعزز روح المسؤولية المشتركة، وتؤكد أن النجاح في وطن طموح كالمملكة العربية السعودية هو ثمرة تكامل بين القيادة والدولة والمجتمع الاقتصادي.
وهكذا يظل الأمير سعود بن نايف نموذجًا للقائد الذي يعرف أن أعظم إنجازاته، أن يصنع بيئة يُنسب فيها النجاح لأهله، ويُحتفى فيها بالعمل الجماعي، في مسيرة وطن لا يعرف إلا التقدم.


