2015 .. عام التحولات الجذرية في قطاع الاتصالات بالسعودية
بقلم كريم بنكيران، الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن موبايل السعودية
مما لا شك فيه أنّ المحلّلين الماليين متحمّسون بشأن الآفاق التي يحملها قطاع الاتصالات في المملكة العربية السعودية، بيد أني أعتقد أنّ 2015 يبشّر بعام مزدهر للمشتركين في خدمات الجوال بالمملكة أيضاً. فالمنافسة المتزايدة ستشكّل عنصراً مفيداً لكل من يملك جوالاً في المملكة العربية السعودية.
ولهذه الغاية، نعمل في فيرجن موبايل بكل جهد لنكون في طليعة ثورة العملاء التي تكتسح هذا القطاع.
إنّ قطاع الاتصالات في الممكلة العربية السعودية هو الأكبر في الشرق الأوسط. فثمة أكثر من 56 مليون مشترك في خدمات الجوال – أي ضعف عدد سكان المملكة تقريباً، وأحد أعلى معدلات انتشار الجوال في العالم برمّته.
أما بالنسبة للقطاعككل، فقد حصد إيرادات بقيمة 77 مليار ريال سعودي في العام الماضي. وأتت هذه النتيجة لتحصد ثمارَ عقدٍ من النمو المدهش الذي بدأ تزامناً مع القرار المتّخذ لتحرير القطاع عام 2002.هذا ويتوقّع المحللون الماليون نمواً إضافياً في القطاع بنسبة 5 بالمئة تقريباً في العام 2015.
إلى ذلك، تشكّل البيانات جزءاً هاماً من ذاك النمو علىمستوى النسبة للقطاع ككلّ.
من المعلوم أنّ المملكة العربية السعودية هي بلد ينبض بروح الشباب ويهتم بالتكنولوجيا. كما أنّ البحث الذي أجريناه يشير إلى أنّ 6 من 10 أشخاص يقضون 4 ساعات على الأقل على هواتفهم الذكية كليوم. أما الرُبع فيمضون أكثر من 8 ساعات. أضف إلى ذلك أنّ ثلثي الناس يملكون اثنين أو أكثر من الأجهزة الذكية. وإلى جانب الهواتف الذكية، يصرف ثلث سكان المملكة 4 ساعات على الأقل يومياً في استخدام جهاز لوحي مزوّد بشبكة إنترنت من الجيل الثالث.
وتُعتبر المملكة العربية السعودية رائدة في المنطقة من حيث مجالات عدة، بما فيها قطاع الاتصالات والبيانات. ولكن تحت الإشراف المباشر والدائم من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بات قطاع الاتصالات في المملكة رائداً في مجال التنمية الإنشائية أيضاً.
ففي عام 2006، كانت المملكة العربية السعودية أول بلد عربي يتيح خدمة نقل أرقام الجوّال، الأمر الذي يسهّل على العملاء تغيير مزوّدي الخدمة.
وفي العام المنصرم، شكّل إطلاق فيرجن موبايل بحدّ ذاته تطوّراً هاماً إضافياً لهذا القطاع –فقد كنا أول شركة من نوع جديد يتم إطلاقها في المملكة العربية السعودية، بمبادرة تتّسم ببعد النظر من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لتعزيز المنافسة في السوق.
في قطاع الاتصالات ، يُطلق على الشركات التي منفئة فيرجن موبايل السعودية تسمية “مشغّل شبكة جوال افتراضية”، أي أننا أساساً نبني شركتنا على بنى تحتية قائمة. مما يعني أنّنا نتمكن من التركيز بشكل كامل على تجربة العملاء.
ولهذا السبب نقول إنّ قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الذي سمح بإطلاق نوع جديد من شركات الجوال في المملكة هو قرار يتّسم ببعد النظر، ولهذا السبب نعتبر أيضاً أنّ العام 2015 سيكون عاماً مزدهراً لمستخدمي الجوال السعوديين. بالتالي، جميع مستخدمي خدمات الاتصالات في المملكة العربية السعودية سيشهدون عاماً رائعاًومن كل النواحي.
بالإضافة إلى ذلك، علينا أننتفاءلبالمستقبل في هذا القطاع. فبخلاف المملكة العربية السعودية، ما زال هناك الكثير لإنجازه على المستوى العالمي قبل أن يتمكّن الجميع من حيازة جوّال والاشتراك بشبكة جوّال موثوقة. ولكن في المستقبل، سيكون توفير التواصل بين البشر فقط غير كافٍ إطلاقاً.
فقد تمّ استحداث اتجاه جديد في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُدعى “إنترنت الأشياء”. وهذا يعني اتصال الآلات. لمَ هو مفيد؟ لأنّه يوفر معلومات فورية حول الأداء ويتيح تحكما مباشراً. حيث يمكن وصل الأنظمة في مبنى مؤلف للمكاتب، أو مصنع، أو شركة أو حتى قطاع بأكمله، من أجل إنجاز العمل بفعالية أكبر.
صحيح أنّ التكهّنات تتباين بشأن تطوير “إنترنت الأشياء”، إلا أنّه من المرجح أن يكون تطوّراً سريعاً. فالخبراء يعتقدون أنّه سيكون هناك أكثر من 20 مليار جهاز متصل حول العالم بحلول العام 2020.
وأخيراً، تُعدّ المملكة العربية السعودية اليوم رائدةً في قطاع الجوال. كما وتبشّر السنة الجديدة بالمزيد من التقدّم، ولا شك أنّ المملكة ستؤدي في المستقبل دوراً ريادياً في مجال “إنترنت الأشياء” على حد سواء.