بقلم – محمد البكر:
منذ أربعة عقود تم انتدابي من قبل بلدية الخبر لحضور دورة في عملية تدوير النفايات في إحدى المدن الألمانية مع عدد من السعوديين من مخنلف المناطق ، وعندما وصلنا إلى الموقع المخصص لاستقبال شاحنات نقل النفايات ، فوجئنا ببوابة تشبة بوابات أرامكو من حيت التنظيم والترتيب والنظافة ، وعند توقف الشاحنة عند البوابة تقوم الكاميرات بتصوير محتواها ومن ثم يتم توجيهها للموقع المخصص لتدوير ذلك النوع من النفايات ،حيث يوجد أكثر من مصنع ينتظر تلك الشاحنات .
تذكروا أن هذا الكلام قبل أربعين عاما . فلقد انتبه الأوروبيون لأهمية تدوير النفايات مع بداية الثورة الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية . وبعد عودتنا استمرت بلدياتنا في التخلص من نفاياتها إما بالطمر أو الإحراق .
ولأن المثل الشهير يقول “أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا”، فقد أسعدني توقيع أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير على مذكرة تفاهم ثلاثية لإدارة الأنشطة المتكاملة للنفايات وإعادة تدويرها مع رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لإدارة النفايات والرئيس التنفيذي للشركة السعودية الإستثمارية لإعادة التدوير المملوكة لصندوق الإستثمارات العامة .
أجزم بأن شرائح كبيرة من المجتمع لا يهتمون بهذا الأمر ، وأني على يقين بأن معظم الناس ربما تهمهم نتيجة مباراة أو سعر صندوق الخيار أكثر من أهتمامهم بقضية النفايات وطرق التخلص منها . ولهذا نصنف بأننا من المجتمعات الإستهلاكية الأكثر في العالم .
ربما لم يخطر ببال أحد منكم خطورة طمر النفايات أو حرقها . فالطمر يساهم في تلوث المياه الجوفية من عصارة النفايات ، أما الحرق فيسبب فرز كميات كبيرة من الغازات السامة وثاني أكسيد الكربون الذي يزيد من مشكلة الاحتباس الحراري ، ولعل المخيف ما يسببه ذلك من انتشار للأمراض السرطانية والميكروبية بسبب وضع مكبات النفايات بالقرب من المناطق الحضرية . كما لا ننسى أن تجميع النفايات قبل التخلص منها يزيد من تكاثر القوارض والحشرات .تصوروا أن حجم النفايات في المملكة يصل سنويا إلى نحو 35 مليون طن ، وأن نفايات الفرد الواحد يوميا تصل إلى 2.5 كجم . ومن هنا تكمن أهمية هذا المشروع الذي نتمنى تنفيذه في أسرع وقت ممكن .
مشاريع تدوير النفايات تدر أرباحا طائلة ، وتوفر محطات ومصانع تلك المنشآت فرص عمل للكثير من السعوديين كونها مصانع منتجة ، وربما يتعجب البعض حين أقول إن هناك دولا تستورد النفايات وتدفع مقابلها مبالغ طائلة مثل اليابان ، لأنها تعتبر تلك النفايات مواد خام يعاد تدويرها وإعادة إنتاجها للأسواق المحلية والعالمية .
خطوة مباركة من أمانة الشرقية للحفاظ على بيئتنا نظيفة وآمنة. ولكم تحياتي.
