تراجع الدولار وعوائد السندات الأمريكية و تصريحات ترامب أقوى من اللازم
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
واصل الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعهما مطلع يوم الخميس بعد تصريحات دونالد ترامب إلى صحيفة الوول ستريت جورنال التي قال فيها بأنّ الدولار بات أقوى من اللازم. ووفقاً للرئيس الأميركي، فإنّه هو شخصياً من يُلام على ذلك لأن الناس يثقون به. وربما لا يتفق الجميع معه حيث أن شعبيته تبلغ حالياً 40%. والأهم من ذلك هو أنه قال: “أنا أحبّذ سياسة معدلات الفائدة المنخفضة” كما أنّ وزارة الخزانة الأميركية لن تسمّي الصين دولة متلاعبة بعملتها.
وكان دونالد ترامب قد سجّل عدداً من الانعطافات في سياساته بعد انتخابه، لكن انعطافة البارحة تعتبر همّاً أساسياً يشغل بال المتداولين بالعملات. فخلال حملته الانتخابية، اتهم ترامب رئيسة الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين بأنها مسيّسة وبأنها تفعل ما يريده أوباما منها بإبقاء الفائدة عند الصفر. بل حتى أنّه ذهب إلى القول بأنّ ارتفاع أسعار الأسهم يشير إلى وجود “سوق مزيفة” حيث أنّ تكلفة التمويل تعتبر مجانية عملياً. أمّا الآن فقد بات يفضّل سياسة الفائدة المنخفضة وقد يعيد تعيين يلين لدورة جديدة في منصبها ولمدّة أربع سنوات، وربما يزيد من عدد أعضاء الفدرالي المصوّتين من الحمائم المنادين بسياسات متساهلة. لكن الأسواق لا تزال تعتقد بأن الفدرالي سيواصل عملية التشديد في الوقت الحاضر، حيث أنّ التوقعات برفع الفائدة في يونيو/ حزيران بواقع 25 نقطة أساس لا تزال ثابتة فوق 60% بحسب(CME’s Fedwatch) الذي يقيس توقعات الأسواق لاحتمالات رفع الفائدة. وعلى الأغلب أن يسهم ذلك في الحد من الخسائر الحادة في الدولار الأميركي، ولكن بالإجمال هناك احتمال كبير بأن يكون الدولار قد وصل أصلاً إلى ذروته هذا العام. وبالتالي فإن التراجع عن اتهام الصين بالتلاعب بعملتها هو بمثابة تراجع عن الإيفاء بوعد آخر كان قد أطلقه ترامب. ويُنظر إلى هذا التحوّل بوصفه تطوراً إيجابياً بالنسبة للأسواق بما أنّ ذلك يخفّف من احتمال لجوء الصين إلى التخلص من مقتنياتها من سندات الخزانة الأميركية، كما أنّه يقلل من تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي أخبار العملات الأخرى، كان الدولار الاسترالي العملة الأفضل أداءً اليوم حيث ارتفع 0.9% مقابل الدولار الأميركي بعد أن أضاف الاقتصاد 60,900 وظيفة في مارس/ آذار من 2,800 في الشهر الذي سبقه. وقد جاء الرقم معادلاً لثلاثة أضعاف ما توقعته الأسواق (20,000 وظيفة). والأهم من ذلك، هو إضافة 74,500 وظيفة بدوام كامل، في حين استمر التراجع في الوظاف المؤقتة بدوام جزئي. وهذا يشير إلى أنّ معدّلات الفائدة في استراليا ليس لها اتجاه إلى الصعود نحو الأعلى.
يقترب الذهب من الرقم الأساسي 1,300$ للأونصة. وقد استفاد هذا المعدن النفيس من ثلاثة عوامل أساسية في الوقت الحاضر، ألا وهي ضعف الدولار، واستمرار التوترات الجيوسياسية، وكسر نقاط مقاومة أساسية على جداول التحليل الفني. وأنا أعتقد بأن المستثمرين لا يريدون التخلص من مقتنياتهم من الأسهم بقوّة مع دخولنا موسم إعلان النتائج. عوضاً عن ذلك، فإنهم يحتفظون بأسهمهم ويضيفون بعض الملاذات الآمنة على الهامش، وهذا الأمر سيظل عنصراً داعماً للذهب على الأغلب.