فضلا ..”لاتكحكحوا” في وجوه المقيمين!!
محمد خضر الشريف*
طالبت “صفاء الهاشم” البرلمانية الكوتيية والسياسية الشهيرة هناك حكومتها بفرض ضرائب على المقيمين، وبالطبع غلفت كلمة ضرائب بالكلمة المطاطة”رسوم” التي ظهرت فجأة وطالت طبقات كادحة من العمال المقيمين سواء في الكويت أو بقية دول الخليج، وبعضهم لايكاد يملأ بطنها غداء أو عشاء، وبعضهم لايمكن أن يجمع بين الوجبتين بعد الركود الذي أصاب طائفة العمال مؤخرا وطالهم تطبيق إجراءات نظامية مفاجئة وموجعة.
والست “النائبة” ذهبت في رؤيتها إلى أن زيادة الرسوم على الوافدين في بلدها- الذي قام ونشأ وتحضر وترعرع على أكتاف هؤلاء المقيمين- تعتبر أحد أوجه تعديل التركيبة السكانية الكويتية، وأفاضت في وضع كثير من الحلول، وذهبت إلى حد وجوب أن يدفع الوافد «رسوماً على الطرق التي يمشي عليها» لتنخفض معدلات الازدحام، مستغربة من تصريحات وزراء دول عربية يتحدثون عن «فرض 1200 وظيفة لمواطنيهم وبرواتب عالية، فيما هناك عشرون ألف كويتي عاطلون عن العمل».
ومن وحي هذا ومن وحي ما بدأت أسمع وأقرأ وأشاهد ” رياح عنصرية” تهب هنا وهناك وهنالك وكلها تصب جام غضبها على خلق الله من المقيمين بدول الخليج حتى إن بعضهم فرح بمقطع فيدو لمواطن إماراتي اتصل عليه مندوب اتصالات ( مقيم عربي) فرفض أن يسمع له وقالها بفجاجة:” خلي مواطن اماراتي يكلمني” وكلام عنصري أخر لايمكن قبوله .. ثم من نقل لنا المقطع فرح به وقال هكذا فليكن التعامل وهكذا يكون التوطين وووووو، وكلام آخر أيضا لايمكن قبوله ولا التعامل به..
لن أخوض وأزبد في أهمية دفع الله الناس بعضهم ببعض، حتى يعمر كون الله، فقديما بني المجتمع المسلم على أكتاف بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي، مشاركين أشراف قريش وساداتها مثل أبي بكر الصديق التميمي وعمر بن الخطاب العدي القرشي وعلي بن أبي طالب الهاشمي، وعثمان بن عفان الأموي، وسعد بن أبي وقاص الزهري، وغيرهم من رجالات الدين والدولة ومؤسسي دولة الإسلام الأولى.
إن بعض الدول الخليجية تقلد بعضها وتسير في ركاب من يقترح اي اقتراح ولو كان قد تحلمه أحدهم بالليل أو اقترحه في جلسة لعبة “بلوت”، وبالطبع ليس هذا يدخل في سياسات دول مجلس التعاون الخليجي والأطر التي يتفقون عليها ، بل للأسف يصدرمن البعض كتقليد أعمى حتى في صغائر الأمور التي ليس لها علاقة بمواثيق وسياسات المجلس ..
مثلا لو كحّت الدولة الأولى في وجه المقيمين “كحكحت” بقية الدول الخليجية مثلها بقوة وبخوا عنصريتهم؛ فطفحت على وجوههم وفي لحن القول..
وهي تبعية لاتدل على أية منطقية عقلية، بل هي دليل على أن مثل هذه الدول -المقلدة فحسب دون دراسة أو دراية لما تقرره – لاتملك كلمتها وقرارها من وحي ارادتها فقط لا في ظل ارادة الغير..
وهذا واقع معاش، لايمكن أن ينكره إلا “عنصري”، جُبل علي كراهية خلق الله وعباد الله من بشر يشتركون معه في عبادة الله تعالى، ويدخلون مسجدا واحدا ويتوجهون لكعبة واحدة وقبلة واحدة ولهم نبي واحد وكتاب واحد ولغة واحدة.. وتظلهم سماء الله وتقلهم أرض الله وتحفهم نعم الله العديدة، التي ربما كانت بسبب الفقراء والضعاء من المقيمين وفي الحديث الصحيح عند البخاري :”وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم”؟؟؟
ورسول الانسانية محمد صلى الله عليه وسلم يطلقها صريحة واضحة للمسلمين جميعا دون تفريق بين المهاجرين ( بلغة العصر الوافدين) وبين الأنصار ( وهم أهل الديار يعني المواطنين في بلادهم) يقولها صلى الله عليه وسلم : “وكونوا عباد الله إخوانا”!!
وقالها صراحة لصحابي جليل “تعنصر ضد أخيه المسلم” فعيره بسواد أمه، فنهره صلى الله عليه وسلم قائلا:” إنك امرؤ فيك جاهلية”!!
ومن قبل قالها القرآن جلية لهم ولنا ولمن سيأتي بعدنا عن أصحاب الديار (يعني المواطنين) يقول:{ يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في أنفسهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.. ثم فتح باب المجال للفلاح الذي سيجنونه في الدنيا خيرات كثيرة وحفظ للنعم) ثم في الآخرة فلاح متمثل في الفوز العظيم لتطبيق مبدأ الاخوة في الدين والمحبة في الله والإيثار. فقال:{ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} سورة الحشر.
فضلا يا”ستي النايبة” وكل من آتاه الله فضلا من زاد أومتاع أو مال أو عقار أو أرض يخدمه فيها مقيم مسلم مؤمن بالله وبرسوله.. لا تكحكحوا في وجوه المقيمين يرحمكم رب المواطنين والمقيمين.
- خاص بـ”سويفت نيوز”