أنا المسؤول

بقلم – طارق العريدي :
في زمنٍ تتقاذف فيه التبريرات، وتضيع فيه الحقائق بين “هو قال” و”هم فعلوا”، أقف أمام نفسي وأقولها بوضوح: أنا المسؤول.
مسؤول عن اختياراتي، عن صمتي حين كان يجب أن أتكلم، وعن كلامي حين كان الصمت أنبل، لستُ ضحية الظروف، ولا ابن المصادفات، بل صنيعة قراراتي التي اتخذتها بعقلي، أو تركتها لغيري يتخذها عني.
كم هو سهل أن نرمي فشلنا على الآخر، وأن نحمّل الحياة أوزار تقصيرنا، نقول دائمًا: لم أُعط الفرصة، لم يُنصفني أحد، لكننا ننسى أن الفرص لا تُمنح لمن لا يسعى، وأن الإنصاف يبدأ من داخلنا قبل أن نطلبه من العالم.
أن أقول “أنا المسؤول”، لا تعني جلد الذات، بل اعترافاً بالقدرة على التغيير، فالمسؤول الحقيقي هو من يملك الشجاعة لمواجهة المرآة، لا ليبكي، بل ليبدأ من جديد.
كل ما مضى دروس، وكل سقوط فرصة لإعادة الوقوف، وكل عثرة طريق نحو وعيٍ أعمق بذاتنا.
أنا المسؤول عن مستقبلي كما كنتُ عن ماضيّ، عن طاقتي، عن أحلامي التي تجاهلتها، وعن محاولاتي التي لم تكتمل. المسؤولية ليست عبئاً، بل وعي يحررك من الشكوى، ويمنحك سلطة التغيير.
وفي النهاية حين أواجه الحياة بكل ما فيها من قسوة وجمال، أبتسم وأقول بثقة:
ما دمتُ أعترف أنني المسؤول، فأنا القادر على الإصلاح.



