الدمام والكورونا.. ماذا بعد ؟!
بقلم – محمد البكر:
في الوقت الذي يحارب جميع الناس لمنع انتشار فيروس الكورونا من خلال الامتناع عن الخروج من منازلهم إلا في الضرورة القصوى ، لا يزال هناك بعض المستهترين الذين لا يفهمون مدى خطورة استهتارهم . فرغم أننا تشبعنا بالرسائل التحذيرية التي تشرح بكل وضوح معنى وفوائد الامتناع عن الخروج من المنازل ، ورغم ما أوضحه معالي وزير الصحة في ظهوره المتكرر على وسائل الإعلام ، وكذلك ما قدمه المتحدث الرسمي للوزارة من كلمات رقيقة كلها رجاء للمواطنين والمقيمين بضرورة البقاء في المنازل ، وما تداوله الأطباء من داخل المملكة وخارجها من أن الانتصار على هذا الفيروس الخطير لن يتحقق دون البقاء في المنازل والابتعاد عن أي تجمعات ، إلا أن هناك من لا يقدر جهود الدولة ولا يريد أن يفهم معنى ” الضرورة القصوى ” ، مما جعل معدل الإصابات في تصاعد بدلا من التناقص .
الدمام التي سجلت في بداية الأزمة 6 حالات ثم 4 حالات ثم ولا حالة واحدة ، قفزت بشكل مفاجئ لتسجل يوم أول أمس 23 حالة ويوم أمس 34 حالة مؤكدة . هذه أرقام تصاعدية أحبطتنا كمواطنين ، وبالتأكيد أحبطت وزارة الصحة التي كانت تأمل استمرار الأرقام الفردية كما هو الحال مع بداية الأزمة .
هناك بعض الأحياء في الدمام لا تلتزم بمعايير المنع الجزئي ، كما أنه في كثير من الأحيان يمكن ملاحظة أن بعض العائلات تخرج سوية عند التسوق مسببين ازدحاما لهم ولغيرهم دون خوف من انتقال المرض لأحدهم ، أو ربما نقلهم الفيروس لغيرهم في حالة وجود شخص بينهم حاملا للفيروس دون علمهم . خاصة وأنهم لا يرتدون قفازات أو كمامات .
الأرقام التصاعدية إن لم تتوقف ، فإننا في حاضرة الدمام مقبلون على زيادة عدد ساعات منع التجول عما هي عليه كما حدث في الرياض وجدة ، أو حتى احتمالية إغلاق مدننا كما حدث في القطيف ومكة والمدينة والرياض وبعض أحيائها . نحن نعيش معا ، ومصلحتنا مترابطة ، والفترة الممنوحة للتجول يجب أن تكون للضروريات وشراء الحاجيات ، وليست للترفيه أو اصطحاب العائلة بكاملها للتسوق .
لست متفائلا بأن يؤثر هذا المقال في تغيير سلوك البعض واستهتارهم ، فمن لم يرتدع بعد كل تلك التحذيرات والإرشادات والتنويهات والرجاوات ، لن يؤثر فيه هذا المقال . ومع ذلك أقول ربما يتفهم أهل الدمام ما قلته باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها . ولكم تحياتي.