قصة قصيرة..”الزبال”!! = محمد خضر الشريف
قصة قصيرة
محمد خضر الشريف
“الزبال “!!
قادته قدماه- لاشعوريا- إلى محلات بيع الذهب.. سرح بخياله الواسع تجاه الأطقم المرصوصة والخواتم المزركشة والسلاسل المعلقة..
تخيل طقما جميلا على صدر زوجته وخواتم مبهرة في أصابع أكف بناته..
خاطب نفسه،وهو يكفكف دموعه: أنى لي هذا وأنا عامل نظافة ” بسيط وافد على البلاد أسعى إلى إشباع بطون من أعول وهم غرباء عني.. تأوه زفيرا : حلم بعيد المنال.
مسح دموعه بطرف كمه وغادر “فاترينة العرض” التابعة للمحل، يرفع قدما بثقل وبالكاد يضع الأخرى..
واصل مسيرة الركض اليومي لأجل لقمة العيش.
التقطته كاميرا أحد الشباب الأثرياء مالا ، الفقراء أخلاقا.. نهشته سخريتهم .. “زبال يقف هنا؟؟
ياهذا مكانك صناديق القمامة لا محلات بيع الذهب”!!
زاد سيل دموعه بقدر سيل الكلمات اللاذعة التي آذته نفسيا وأنهكت جسده الراكض في ساعات الليل والنهار، من شارع لشارع ومن حارة لأخرى لينظف وسخ المقتدرين.
لمحت عيون صاحب المحل لقطات الساخرين منه.
بحث عنه ..فرح بعثوره عليه.. أدخله المحل مصافحا ومحييا ..
أتحفه -بما كان مستحيلا في نظره- طقم ذهبي ثمين؛ هدية منه لزوجته، وخاتم لكل بنت من بناته..
المحل الذي خرج منه أمس باكيا، منكسر النفس.. خرج منه اليوم ضاحكا مستبشرا !!
========================
* من مجموعتي القصصية الثانية ” قدر ولطف”
”