اعلان حالة الطوارئ في مصر لمواجهة فيضان النيل خلال أسبوعين
القاهرة – سويفت نيوز:
أعلنت مصر حالة الطوارئ القصوى استعدادا لمواجهة الفيضان القادم الذي تترقب مصر وصوله خلال الاسبوعين القادمين بعد أن شهد مجرى نهر النيل هذا العام، أعلى نسبة فى مياهه منذ أكثر من 100 عام، وفاضت المياه فيه بسبب الأمطار الغزيرة فى العديد من المناطق فى كل من دولتى أثيوبيا والسودان.
ودعت السلطات السودانية، سكان الجزر والمنخفضات القريبة من النيل لتوخى الحذر بعد أن بلغ منسوب النيل رقمًا قياسيًا فى محطة الديم، أول نقطة قياس مع الحدود الأثيوبية السودانية.. وحقق منسوب النيل الأزرق عند محطة الديم رقمًا قياسيًا تخطى الأرقام المسجلة كافة منذ سبعين عاماً، إذ بلغ 13:52 مترًا.
وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، هطول أمطار فى كل الولايات السودانية. وقطعت أمطار غزيرة مصحوبة بسيول جارفة مدنًا رئيسية فى دولتى إثيوبيا والسودان الأحد، وأدت تلك الأمطار المستمرة منذ أكثر من أسبوعين إلى مصرع ما يزيد عن 100 شخص فى السودان، وتهدم آلاف المنازل فى عدة قرى وقطع العديد من الطرق البلاد. وأعلنت السلطات السودانية، أن منسوب مياه النيل الأزرق مرتفع من حدود السودان مع إثيوبيا بعد تواصل هطول الأمطار الغزيرة هناك. ويجرى النيل الأزرق حتى الخرطوم ليلتقى بالنيل الأبيض ويشكلان معا نهر النيل الذى يكمل طريقه باتجاه مصر قبل أن ينتهى فى البحر المتوسط.
ويتوقع خبراء مياه في مصر ملء 50 مليارا من سعة بحيرة ناصر التي تتجاوز الـ 150 مليارا للفيضان وتترقب مصر وصول الفيضان خلال أسبوعين مما يؤدي لارتفاع منسوب المياه بالنيل الأزرق.
وقد أعلنت وزارة الموارد المائية والري حالة الطوارئ القصوى لاستقبال فيضان النيل، الذى ارتفع منسوبه في النيل الأزرق بالسودان، ويصل مصر خلال أسبوعين، ضمن حصة مصر والسودان من مياه النيل، التي تقدر بـ84 مليار متر مكعب من المياه وجعل الكثيرين يتوقعون زيادة المنسوب عن العام الماضي والذي كان أقل من المتوسط.
كما توقع خبراء في مجال المياه، أن الكمية المنتظر وصولها لبحيرة ناصر، سيكون لها تأثير إيجابى فى زيادة المخزون ببحيرة السد العالى، وتواجه نقص المياه المتوقع، بعد انتهاء إنشاءات سد النهضة الإثيوبى وبدء عمليات التخزين التى تستمر لسنوات . و
توقع الدكتور خالد أبوزيد، الخبير الدولى للمياه، أن يكون للفيضان أثر إيجابى فى المخزون، خاصة بعد التصريفات المنخفضة التى شهدتها مصر السنوات الماضية واستغلال هذه المياه خلال سنوات الفيضان المنخفضة، موضحا أن المنسوب فى بحيرة ناصر انخفض كثيراً، وبالتالى فإن هذه الأمطار سيكون لها تأثير إيجابى فى زيادة المخزون ببحيرة السد العالى، لأن الحجم الأكبر للتصرف الذى يأتى لبحيرة ناصر يأتى من النيل الأزرق، وليس من أمطار السودان.
من جهته، أكد الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه، أنه في حالة وصول فيضان النيل إلى مصر نتأمل فقط أن يملأ بحيرة ناصر ليعوض ما استهلكناه منها خلال السنوات الـ 9 الماضية، فإن ملء 50 مليارا من سعتها التي تتجاوز الـ 150 مليارا سيكون مكسبا عظيما لمصر، ولا يجب أن نتوقع وجود فائض لاستثماره.
وأشار “نور الدين” إلى أنه منذ زمن النبي يوسف اعتدنا أن دورة النيل 20 عاما “7 عجاف و 7 متوسطة و7 سنوات فيضان”، ومع التطور الزمني خرجت دراسات أجنبية تؤكد أن الأمطار سيحدث لها نقص بنسبة 70%، وهو ما يبدو أنه تحقق بالفعل، فنحن نعيش فقرا مائيا منذ 9 سنوات، وننتظر الانفراجة. وأكد أن المتوقع من الفيضان هذا العام إذا ما اكتمل وكان فيضانا قويا أن يملأ جزءا من الهدر المائي الذي استهلكناه فقط على مدار الـ 9 سنوات الماضية من بحيرة ناصر، ولا ننتظر المزيد، لان ما استهلكناه كان كبيرا.