قراءة في كتاب: “الإبل من الصحراء إلى الآفاق”
الرياض – واس:
إعداد: مسعود المسردي
أصدر الباحث في مجال الموروث: “مبارك بن سعيد بن جرمان اليامي”، كتابًا جديدًا عن (الإبل)، بعنوان: “الإبل من الصحراء إلى الآفاق”.
وجاء الكتاب الصادر من “دار تكوين للنشر”، في 282 صفحة من القطع المتوسط، محتويًا على الموضوعات الآتية: الإبل في القرآن والسنة واللغة، استئناس الإبل وأهميتها، الإعجاز في تركيبها البيولوجي، أصواتها وألوانها وأسمائها، مشيها ووسومها، أنواع الإبل ومواطنها، رعايتها، الهجن، تغذية الإبل، أمراضها، أدواتها ولوازمها، مزاينات الإبل، نادي الإبل، مستقبل الإبل، اليوم العالمي للإبل، وغيرها.
واستهل الباحث كتابه بالحديث عن مكانة “الإبل” العظيمة؛ حيث شرّفها الله بالذكر في كتابه، وحظيت بالاهتمام في السُّنة النبوية الشريفة ولغة العرب.
وذكر أن العرب أحبّوها، وأحبوا حياة البادية لأجلها وفضلوها على المدينة وحياة الرفاهية، ودرجوا على ذكرها في مجالسهم وأحاديثهم وأشعارهم.
وأفاد أن “الإبل”، تشعر بما يشعر به صاحبها، وتحزن لحزنه وتبتهج لسعادته وتعرفه تمام المعرفة وتحزن لغيابه، وتفرح لرؤيته.
وبيّن أن الإبل مبعث فخر لملاكها؛ فهي تعد من قبيل الثروة، زيادتها جاه، وأصالتها فخر، ونسبها محفوظ، وسلالاتها متباينة. فلطالما رافقت العرب في ترحالهم، وحروبهم، وحملت عنهم العتاد والعدة، والمال والأهل والأولاد، وقطعت بهم المسافات الطويلة، ألبانها تروي، ولحومها تربي، وأوبارها تكسي ومخرجاتها تشفي.
وأشار الباحث إلى حرصه على إبراز مكانة “الإبل”، لأهمية دورها المؤثر في حياة إنسان الجزيرة العربية، فلا يمكن له أن يستغنى عنها تحت أي ظرف؛ فهي رفيقته منذ الأزل في الحرب والسلم.
وعن الخصائص والصفات؛ يذكر الباحث أن للإبل خصائص وصفات تمتاز بها عن غيرها، فمنها ما تعرف بالقوة فتتحمل المشقة العالية، ومنها ما تمتاز بالرقة فتكون رفيقة للراعي، ومنها ما تمتاز بغنى لحومها وشحومها؛ فتكون مصدرًا للغذاء، وفي تركيبها البيولوجي ما يدهش العقول، لذلك يقول تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).
وقد استدعى الحديث عن الإبل الباحث أن يتطرق إلى استخدامها في النقل والغذاء والكساء والدواء وفي رعايتها، والعناية بحظائرها وأنواع الأمراض التي قد تصيبها، والرعاية البيطرية والطب الطبيعي الذي يستخدمه البدو لعلاجها ووقايتها، وعن نوعية العلف وإستراتيجية التغذية السليمة؛ لضمان صحتها وقوتها، بالإضافة لأدواتها ومستلزماتها التي لا يعرفها سوى ملاكها ومربّيها.
وتطرق الباحث في الكتاب إلى جهود المملكة العربية السعودية تجاه الإبل؛ بما في ذلك إنشاءها لنادي الإبل، والنظام الذي يحميها، بما يتضمنه من لوائح تهدف؛ لتنظيم علاقة الإبل بملاكها، وعلاقة الملاك بالدولة، ومالهم من حقوق وما عليهم من التزامات؛ وذلك لما للإبل من مكانة تاريخية وثقافية عريقة تتعلق بهوية المملكة وإرثها العريق.
واستعرض الباحث ملحمة عامية لأحد شعراء “منطقة نجران” فيها وصف تام لكل ما يتعلق بالإبل، كما ذكر بعض الأمثال الشائعة، متطرقًا إلى ذكرها في الأثر ، وعن الأشهر منها في التاريخ (القصواء) ناقة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وناقة نبي الله صالح، والناقة الحمراء التي نقلت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى بيت المقدس، و (سراب) ناقة البسوس التي قامت لأجلها الحرب الضروس بين قبيلتين من قبائل العرب في الجاهلية، و “خلوج ابن رومي” التي ذكرتها الأشعار العامية القديمة.
ومن أنواع “الإبل” في المملكة التي تحدث عنها الباحث في كتابه: “المجاهيم”، و “الأوارك”، و “الجودية”، و “الساحلية”، و “العُفر”، و “المغاتير”، ومن الهجن: “العمانية”، و “الحرّة”، و “الشرارية”، و “الصيعرية”، و “المهرية”، و “البشارية”، و “العنافي”، و “الأرحبية”، و “الآركة”، كما أشار إلى (الإبل) في الإمارات، والكويت، وعمان، واليمن، والعراق، والسودان، والصومال، وموريتانيا، وليبيا، ومصر.
وأوضح أن لـ “نادي الإبل” دور ريادي في توثيق (سلالات الإبل) حيث أسس قاعدة بيانات متينة، وقام بربط العامل الوراثي بين السلالات العربية الأصيلة والسلالات المستوردة.
يذكر أن الباحث أورد اسم 80 بئرًا مشهورة من أهم موارد “الإبل” في المملكة العربية السعودية في القديم والحديث، ومنها على سبيل المثال: الدفينة، سجا، نفي، هداج تيماء، الوديعة، زمخ، منوخ، شوّاله، خريص، يبرين، رماح، الرُّقعي، جاحد، ملح، سحمة، حبيّة، الزُّرق، معمورة، حمى، قرية، المنخلي، عقيلان، يدمة، لطوا، ريدا، تبراك، جُرير، قلمة خباش، عين قحطان، الحصينية، الأجفر، تربة حائل، أبرقية، وضاخ، رغوة، الخضارة، طلال، وغيرها كثير.