سالم … لا تهتم
بقلم – محمد البكر:
لأنهم يريدون ” وجهان ” لسالم الدوسري ، الأول هو الوجه الهلالي ، والثاني هو وجهه مع منتخبنا الوطني ، فإني ومن خلال طرحهم هذا سأتناول الرد على كل من تطاول على هذا النجم الكبير وهو الأفضل على القارة الآسيوية رغم يقيني أن نجوميته لا تحتاج لمن يدافع عنها .
الذين تطاولوا عليه إما أنهم ممن يصفّون حساباتهم بعد أن دوّخهم السبع دوخات عندما تقابل فرقهم الهلال وهؤلاء لا داعي للنقاش معهم ، ففيهم ما يكفيهم من أوجاع الرأس . وإما أن يكونوا وطنيون عاشقون لمنتخب بلادهم ويؤلمهم خسارة النقاط في مباراة تلو الأخرى . وهؤلاء يستحقون التقدير طالما لم يتجاوزوا حدود النقد الفني ، أو الرأي الشخصي . فضياع ضربة جزاء في أكثر من مباراة لمنتخبنا الوطني، أمر مؤلم ومزعج لي ولغيري ممن يحبون سالم ويدافعون عنه .
وقد تمنيت من قلبي ألا يسدد سالم ضربة الجزاء أمام البحرين ، والسبب هو خوفي من استغلال بعض المرضى للنيل منه والتنمر والهجوم عليه في حالة ضياع ضربة الجزاء. وهذا ما حدث رغم أن منتخبنا في تلك المباراة بجميع عناصره كانوا في أسوأ حالاتهم في ظل مدرب ” جبان ” .
صحيح أن إضاعة ضربة جزاء وخسارة نقاط في مباراة هامة أمر أثّر علينا جميعا ، إلا أن خسارتنا لنجم كبير مثل سالم الدوسري أكبر بكثير من أي خسارة ، بل إنها خسارة لا تقدر بثمن . ليس لأنه لاعب هلالي والله ، إنما لأنه موهبة سعودية تفوقت على كل المواهب في القارة الآسيوية . وللأسف فحتى قبل إضاعة ضربة الجزاء ، كان الهجوم والتنمر عليه مستمراً ولم يتوقف .
المقارنة بين أداءه مع ناديه وما يقدمه مع المنتخب وهو ما يردده البعض ، كلام حق أريد به باطل . فهو يلعب مع الهلال في مركزه الأساسي ولهذا يبدع ، بينما مع مدرب المنتخب لا أحد يعرف سبباً واحداً لنقله من مركزه لمركز لا يجيده . فهل نتصور على سبيل المثال لو أن مدرب المنتخب البرتغالي طلب من كريستيانو رونالدو وهو أفضل لاعب في العالم ، أن يلعب في غير مركزه ، هل كان سيبدع ويخدم منتخب بلاده !؟ .
مدرب تائه وجبان . فقد جرت العادة أن يتحمل قائد الجيش مسؤولية إخفاق جيشه ، وألا ينسب الفشل حتى لأصغر جندي عنده . بينما كان السيد منشيني جباناً عندما رد على أحد الإعلاميين حينما سأله عن سبب تنفيذ سالم لركلة الجزاء ، حيث رد ” أسألوا سالم ” . ففي الحالتين إجابته تحمله المسؤولية ، فإما أن يكون بلا شخصية بحيث لاعب يفرض رأيه عليه ، وإما أن يكون هذا خياره وعليه تحمل المسؤولية .
السيد منشيني سينتهي عقده عاجلاً أو آجلا . وسيعود لبلده محملاً بالخيرات . ولا يهمه ما الذي تركه خلفه من فشل . أما سالم فسيبقى أحد النجوم الكبار الذي أن تراجع مستواه اليوم ، فحتماً سيعود نجماً يذود عن منتخب بلاده بكل أمانة وإخلاص . فاتركوا عنكم ما لا يفيد إلى ما يفيد ولكم تحياتي .