مقالات

خيانة الأمانة .. خيانة وطن

بقلم – محمد البكر:

من المؤسف جداَ ، أن نقرأ بيان وزارة الداخلية الذي بثته عبر القنوات الرسمية وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عصر هذا اليوم ، حول القبض على أكثر من 20 متهماً من بينهم 16 متهماً من منسوبي وزارات الداخلية والحرس الوطني والدفاع والبلديات والعدل والإسكان ، بناء على ما توصلت إليه المديرية العامة لمكافحة المخدرات .

هذه العصابة المجرمة خانت الأمانة ونكثت بالقسم والعهد ، عندما شكلت عصابة تنوعت أدوارها ما بين تهريب للمخدرات وإدخالها للمملكة واستبدال المواد المخدرة المضبوطة بشبيهة لها قبل اتلافها من جهة الاختصاص ونقلها وترويجها والاتجار بها واتلاف معاملات متهمين في قضايا مخدرات وتسريب معلومات محكومياتهم لهم .

كلنا يعلم خطورة تلك الآفة ، التي تدمر المجتمع وتفكك الأسر وتقضي على مستقبل الصغار قبل الكبار . فكم بيت قد تدمر ، وكم شاب قد مات ، وكم مدمن باع أهله وأقرب الناس له كي يؤمن قيمة تلك المادة الخطيرة والمدمرة . وإذا كان عقاب من يقوم بتهريبها هو الإعدام بعد محاكمته عبر درجات التقاضي ، فماذا عسانا نقول لمن ائتمنته الدولة ووثقت به من العسكريين !؟ . وبقدر غضبنا واحتقارنا لأولئك المجرمين ، بقدر ما نحمله لجميع قطاعات الأمن السعودي ، ومن رجال الجمارك البواسل ، من تقدير عظيم لجهودهم ، وثناء لا حدود له لكل ما يقومون به كل في قطاعه ، ليستتب الأمن في وطننا ونعيش بأمن وأمان وسلام . ومن المؤكد جداً، بأن أفراد تلك الفئة المجرمة الخائنة ، لا يمثلون إلا أنفسهم . فلا عائلاتهم ولا أقاربهم يتحملون وزر ما قام به والدهم أو شقيقهم أو قريبهم .

نحن نعيش في بلد العدل والحق . واليوم وقد أحيل المتهمون إلى النيابة العامة ، وبعدها سيحالون للقضاء الذي سيقول كلمته . فالجريمة كبيرة جداً وخطورتها أكبر مما نتصور . فالمتهمون أعلنوا من لحظة تشكيل عصابتهم ، الحرب على وطنهم وأهلهم ومجتمعهم . فكل من تعاطى المخدرات التي ساهموا بتهريبها وترويجها وأدمن عليها ، وربما مات بسببها أو أرتكب جريمة بحق الأبرياء ، هم جميعاَ في رقابهم حينما يأتي يوم الحساب .

شكراً سمو وزير الداخلية ، وشكراً لرجالك الأبطال في كافة قطاعات الوزارة الذين يسهرون كي ينام المواطنون قريري الأعين . ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى