جمهور الشرقية يستمتع ب” وباء ” الباحة و ” بوح” الطائف
الدمام- سويفت نيوز:
ضمن فعاليات مهرجان الدمام المسرحي العاشر للعروض القصيرة والذي يقام على مسرح “أثراء” في موقع برنامج أرامكو السعودية لأثراء المعرفه قدمت فرقة الطائف مسرحية “مساحة بوح”.
المسرحية من تأليف فهد ردة الحارثي وإخراج مساعد الزهراني وتمثيل سامي الزهراني وابراهيم الحارثي ومتعب الشلوي وإضاءة مهند الحارثي.
“مساحة بوح” مساحة للإعتراف وللحب وللموت ولوجع الفراق والإنسان الذي يعيش في دوامة من التداخلات بين مختلف الاشياء وتضيع كثيرا من التفاصيل وتظهر أخرى ومن أجل ذلك يحتاج الناس الى مساحة بوح يتنفسون من خلالها.
إستخدم المخرج البلاستيك الشفاف ليكون بيت للممثلين يبوح فيه الجميع آلامهم ومعاناتهم في محاولة للهروب من مواجهة الخارج.
نجح المخرج في مزج الموسيقى مع الإضاءة ليبقى النص هو البطل الرئيس في المسرحية إذ كانت هناك حالة من نقد الذات والواقع وتلك الشجاعة والمقدرة علي أن يبوح الانسان بكل ما يشعر به ولكن لا يستطيع فعل ذلك إلا في الحمام حتى لا يسمع الآخر معاناته وأسراره ويبقى كل فرد في العمل أسير أسراره وأسراره اسيره له.
الندوة التطبيقية
بعد العرض قدمت جلسة نقدية حول العرض بقاعة الفنان عبد الله الشيخ أدار الجلسة الفنان فاضل المصطفى و شارك فيها كل من الناقد مالك القلاف وحضور مخرج المسرحية مساعد الزهراني.
أوضح الناقد مالك القلاف أن النص والجمل اللغوية شدته كثيرا ولكن السؤال هل تم إستخدامها بشكل جيد وهل تركت علامات إستفهام يمكن أن يجيب عليها المتلقي ؟.
العنوان “مساحة بوح” يعطي انطباع للجمهور أنه سيكون أمام مارثون من الإعتراف والتجلي بالفعل كان في بداية العرض هناك المساحة البوحية والإعتراف ولكن بعد ذلك لم يكن هناك مايمكن أن يطلق عليه بوح.
ويضيف القلاف: بالنسبة للخط الدرامي كانت هناك لغة ولم يكن هناك فعل كانت الإنطلاقات بدون فعل مثل مشهد طرق الباب وهنا يمكن التفرقة ما بين الجملة والمشهد.
وعن أداء الممثلين قال القلاف كانوا في حالة من الدهشة والروعة رغم أنهم في بعض الأحيان كانوا متشابهين لكنه في نفس الوقت كان هناك تنافس في الأداء وكانوا يريدوا الخروج من عباءة المخرج وبالفعل يكتب لهم ذلك خاصة الممثل سامي الزهراني الذي كان مختلفا في الأداء عن الجميع وهذا لا يعني أن الآخرين كانوا أقل في الأداء منه، الخط الدرامي لم يكن موجود فيما كانت الإضاءة جمالية أكثر منها دلالية ولكن يكتب للمخرج أنه أستطاع أن يعدك كمشاهد للمتابعة. وبالنسبة للإضاءة كانت جمالية ولم تكن للإسف دلالية.
وفي المداخلات تحدث الكاتب جعفر عمران عن أن مؤلف المسرحية فهد ردة الحارثي معروف أنه يلعب دائما على العبثية وينتقد الحياة العصرية، وقد كان واضحا الانسجام التام في الأداء بين الممثلين وهي قوة في المسرحية وتحسب لمقدرة المخرج في قيادتهم، وكنت أتمنى أن يدخل في المسرحية بعض الأغاني الفلكلورية و ربما تبدو العلاقة الطويلة ما بين المخرج مساعد الزهراني والمؤلف فهد ردة الحارثي واضحة جدا من خلال العرض خلال فهم المخرج للمؤلف.
فيما أكد المخرج عبدالله السعداوي علي وجود عرض مسرحي حقيقي ربما يختلف عن ما شاهدناه في الليالي السابقة كان هناك اشتغال مسرحي حقيقي على لغة وحركة الجسد والجميل انه كانت لهم المقدرة الواضحة في قدرتهم على ادخال الجمهور في اللعبة المسرحية.
فيما أشاد الممثل إبراهيم الحساوي بالسينوغرافيا والتي كان لها دورا بارزا في إظهار حركة الممثلين وكذلك الموسيقى المتناسقة مع الحوار ولحظات الرحيل من شخص إلى شخص إلى نهاية المسرحية.
وأختلف الأعلامي علي السعيد مع الجميع بقوله كان هناك تركيز على الغموض وعدم توفر الحالة الإتصالية ما بين الجمهور والممثل.
بعد ذلك جاء دور مخرج المسرحية مساعد الزهراني الذي شكر الجميع على الملاحظات وعن العرض وقال الزهراني: هم مجموعة من الأشخاص يمارسون حالة البوح، وهناك لحظات نقدية تكشف عن ماوصل إليه حالة المثقف من التفلسف والتعقيد في المسميات وأيضا الهروب عن مواجهة الذات. وعن المشاركة في المهرجان يؤكد الزهراني أن المشاركة هي وسام لكل ممثل ومخرج في مهرجان بحجم مهرجان الدمام المسرحي الذي أسس لمسرح ولمسرحيين يحققون الجوائز داخل وخارج المملكة، ووجود فرقتين من الشرقية في مهرجان الجنادرية للشباب هو دليل على نجاح وقوة مهرجان الدمام والكثير من الفرق المسرحيه من خارج الشرقية ينتظرون المهرجان ويعلمون أن المشاركة فيه ليس فقط للجوائز وإنما للإحتكاك والإستفادة ومشاهدة المسرح في الشرقية الذي يطور بشكل متسارع وجميل.
وتمنى الزهراني أن يكون التنافس هو السمة البارزة للمسرحيين وليس المبارزة ، وأتمنى من المسئولين أن يكون هناك تنسيق أكثر في مسالة أقامة أكثر من مهرجان في وقت واحد مما يحرم البعض من المشاركة والمشاهدة.
كما عرض على مسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام مسرحية “وباء” لجمعية الثقافة والفنون في أبها، تأليف إبراهيم الحارثي وإخراج وسينوغرافيا محمد حسين آل مبارك وتمثيل محمد يحي عسيري ومحمد عطية بكري وعلي منيع الوصي وياسر عائض السعدي ووليد محمد ثابت ونواف عبدالعزيز عسيري وشارك في الهندسة الصوتية والإضاءة عبدالعزيز آل عدوس وعلي عبدالله برغش والعرض بإشراف أحمد بن إبراهيم السروي.
وتناولت المسرحية شخصية تعاني من مرض معدي ولا تريد أن تكون وحدها المريضة به فتحاول أو ترغب في نقله إلى من يحيط بها من شخصيات وتختلف مواقف هذه الشخصيات بين معارض لذلك ومطالب بنفيه خارج المكان وبين مؤيد لنقل المرض، خمس شخصيات تجتمع وتختلف وتجادل وتظل في هذا الحال حتى ينتقل الوباء للجميع.
ولأن الجميع لم يفكروا في حل يقضى على الوباء إذ كان الجدل والاختلاف هو الأمر السائد انتهى الأمر بهم الى هذا الحل.
حاول المخرج من خلال المسرح الفارغ من الديكور إلا قليلا وبالاعتماد على الحوار أكثر من حركة الممثلين على خشبة المسرح.
وأن يجسد فكرة العرض التي اعتمدها المؤلف.. والتي لم تكن ثرية تتيح للمخرج والممثلين تنوع المواقف وتكسر توقعات وملل المتلقين.
ورغم أن السينوجرافيا حاولت إلى حد ما أن تضيف إلى العرض ما عجز عنه النص إلا أنها لم تستطع ذلك إلا قليلا هذا إضافة إلى أن الموسيقى لم تكن مواكبة للعرض ومقنعة للمتلقى..
الممثلون اجتهدوا إلى حد للتعبير عن رؤية المؤلف ولكنهم أيضا كانوا في حاجة إلى تدريب وتكيف أكثر مع النص.
يبقى الإشارة إلى نقطة لم يلتفت اليها العديد من مخرجي المسرحيات التي شهدها المهرجان حتى الآن وهي مغزى العروض القصيرة والتي تعني تكثيف العرض واختزاله زمنيا مع تقديم ما يقنع المتلقي أنه شاهد عرضا متكاملا وأستشف الفكرة التي أراد أن يوصلها اليه المؤلف عبر رؤية إخراجية ثرية واعية لماهية العرض القصير الذي يتطلب حبكة مسرحية ووعى لا استسهال وإبهار سينوغرافي دون جدوى.
ويمكن القول حتى الآن أن السينوغرافيا كان لها دور البطولة في العرض حتى الآن.