مقالات

كلب وكلبة .. ألف مبروك


بقلم – محمد البكر:

أعذروني- أعزكم الله- لاختياري عنوان هذا المقال . لكن إذا عُرف السبب- كما يقال- بطُل العجب . وقبل التطرق لمضمون المقال ، أود التوضيح أن ما سأكتبه اليوم لا يخص مدينة بعينها ، ولا بلداً عربياً بذاته ، فما حدث وأردت التعليق عليه، قد يحدث في أي بلد ومن أي مجتمع.

القصة الضحكة، وشر البلية ما يضحك، هو ما ورد لنا من مدينة العلمين المصرية الجديدة . وهي قصة حفل زواج لكلب وكلبة-أعزكم الله- . نعم العريس كلب ابن كلب والعروس كذلك كلبة ابنة كلب . والاختلاف الوحيد أن العروسين يعتبران من الطبقة الكلابية المرموقة بين بقية الكلاب المشردة منها والمقبوض عليها في الأقفاص.

مع صوت الراحل الكبير فريد الأطرش كانت سماعات الحفل تنقل لنا أغنيته الشهيرة ” دقوا المزاهر يالله يا أهل البيت تعالوا … جمع ووفق الله وصدق اللي قالوا … عين الحسود فيها عود يا حلاوة .. عريس قمر وعروسته نقاوة “. وعلى أنغام تلك الأغنية كانت العروس “الكلبة” تتمخطر مرتدية طرحتها البيضاء ، تقودها ولية أمرها . بينما مضى العريس الكلب ابن الكلب وهو يسير نحو الكوشة متحدياً أجمل طاووس في “العزبة” .

الحفل لم يخل من المعازيم من خارج معشر الكلاب ، وبخاصة من أصدقاء وصديقات صاحبتيّ العريس والعروس . مع أني غير متأكد إن كان من العدل أن أقدم الذكر على الأنثى عكس بني البشر .

لم نسمع عن المهر “المقدم والمؤخر” ، ولا عن شروط “الكلبة بنت الكلب” ، وعما إذا كانت قد اشترطت على عريسها ألا يمنعها من التجول مع كلاب الجيران و”قطاوتهم” .

لا تعليق عندي على تلك القصة والموجودة على اليوتيوب ، إلا أن أقول إنه والحمد لله أن العريس ذكر والعروس أنثى ، فعلى الأقل ذلك أفضل من بعض الشاذين من البشر .

بالله عليكم هل وصل حال بعضنا إلى هذه الدرجة المنحطة !؟ أعرف أن كل إنسان حر في ماله وفي تصرفاته ، لكن على الأقل إذا بليتم فاستتروا . ثم أن هناك من يحتاج لقرص خبز يسد به جوعه ، أو آخر يبحث عن قيمة دواء يشترية له أو لأسرته فلا تستفزوهم . فالنعمة زوالة ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى