مكان المرأة بيتها
بقلم – محمد البكر :
عنوان المقال لا يمثلني ولا يتوافق مع الهدف الذي أسعى لتوضيحه ، خاصة بعد الحملة المريبة التي يرتب لها بعض الأشخاص في الفترة الأخيرة أحياناً عن قصد وتعمد وأحياناً من مبدأ مع الخيل يا شقرا
فقد ربط بعض المشاركين في هذه الأجندة بين عمل المرأة وبين زيادة نسبة الطلاق أو الخلع في المجتمع رغم أن هناك عشرات الأسباب التي قد تؤدي إلى لجوء المرأة للخلع أو الرجل للطلاق .
التركيز على أن الطلاق أو الخلع هو نتيجة لعمل المرأة ، هو تسطيح لقضية مجتمعية خطيرة لها آثارها السلبية على الزوج والزوجة والعائلات والأطفال . وكي لا تختلط الأمور عليكم أقول بأن لدينا الآن قضيتان الأولى هي عمل المرأة والثانية هي الإنفصال إما بالطلاق أو الخلع . ومن المهم فصل القضيتين في هذا المقال بالذات .
نتذكر ونترحم على قدوتنا وحبيبنا الدكتور غازي القصيبي رحمة الله عليه والذي عانى كثيراً من أجندات كريهة وبغيضة . حيث كان ذلك العداء القبيح بسبب موقفه الشجاع والجريء من عمل المرأة . وعندما جاءت رؤية المملكة المباركة كان من أهم بنودها تمكين المرأة السعودية في كافة المجالات . مما أدى إلى انخفاض نسبة البطالة النسائية بشكل كبير . حيث فتحت أبواب الرزق لآلاف الأسر ممن كانوا يصطفون طوابير أمام الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة وغالبيتهم إن لم أقل كلهم من النساء في مشاهد مؤلمة ومزعجة . ناهيك عن المعاناة النفسية الخطيرة جراء مكوث الفتاة في منزل أهلها دون عمل وكلنا يدرك خطورة الفراغ القاتل .
لو كان عمل المرأة سبب في الخلع أو الطلاق لكنا قد شاهدنا الكثير من مجتمعات دول الخليج العربي تعاني من هذه الأزمة منذ عشرات السنين كونها عرفت عمل المرأة قبلنا بسنوات طويلة خاصة البحرين والكويت . فما بالكم لو نظرنا للدول العربية مثل مصر ودول الشام والمغرب العربي ، وكذلك الدول الإسلامية الكبرى مثل تركيا وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وغيرها من دول العالم الذي يجمعنا بهم دين واحد هو الإسلام دين الحق .
نعم هناك بعض التجاوزات في بعض مواقع العمل لكن لا يمكن اعتبار حالة أو حتى مائة حالة سبباً للنيل من عمل المرأة وتعميمه على مئات الآلاف من الموظفات المواطنات . فعندما يقطع شخص إشارة المرور فإن من الجنون المطالبة بالغاء الإشارة المرورية بل بفرض العقوبات الرادعة للمخالف وأمثاله ، فهناك قوانين وأنظمة تطبق على من قطع الإشارة .
بيت القصيد …. ظروفك غير ظروف غيرك ، وحرصك وغيرتك التي تدعي أنها وراء محاربتك لعمل المرأة لن يكون أكبر وأهم وأكثر غيرة من حرص وغيرة الآباء والأزواج والأخوان على بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم .