مقالات

آه يا زمن


بقلم – محمد البكر :
من أهم الصفحات التي اقترحتها في ملحق الميدان الرياضي بجرية اليوم هي صفحة أسميناها – آه يا زمن -، وكان الهدف منها تسليط الضوء على ظروف بعض الرياضيين وما آلت إليه حياتهم بعد ترك الملاعب والأندية ٠ يعني صفحة إنسانية للرياضيين ٠ حينها لم أتوقع بأن القصص الحزينة التي اكتشفناها كانت كثيرة ومتعددة٠

في أحد الأيام أبلغني أحد المحررين بأنه شاهد لاعبا مشهورا كان يلعب لأحد أندية المنطقة الشرقية الشهيرة والذي حقق معها بطولات متعددة ، وكان اللاعب على ساحل البحر يصطاد السمك ٠ محررنا اعتقد للوهلة الأولى أن اللاعب يمارس هواية الصيد قبل أن يكتشف أنه يصيد السمك ليبيعه في نفس اليوم كي يؤمن قوت يوم عائلته ٠ كان الخبر مفزعاً بالنسبة لي ، فهذا اللاعب كان شهيراً وكانت ظروفه جيدة حتى وإن لم يكن في زمن الاحتراف والعقود المليونية ٠

كلفت الصديق عيسى الجوكم وهو في حينها نائبي في رئاسة القسم الرياضي بأن يتواصل مع اللاعب ويستأذنه بطرح ظروفه في صفحة – آه يا زمن – فوافق كونه لم يعد لديه أي حلول أخرى ٠ كان الأمر محزناً للكثير من اللاعبين والرياضيين وخاصة من رجال وأعضاء شرف ذلك النادي ٠ لم يكن لهم ذنب الإهمال كونهم مثلي لم يكونوا على علم بظروف ذلك اللاعب٠

بعد فترة من طرح القضية ، تحرك أعضاء الشرف، الذين أكن لهم كل التقدير والإحترام ، فنظموا اجتماعاً لهم بحضور اللاعب وكانت المفاجأة أنهم جمعوا قيمة شقة اشتروها له ليسكن فيها بأمان مع أسرته ، ناهيك عن بعض الوعود التي ساعدته كثيرا ٠ استذكار هذه القصة ، ليس تعظيماً للدور الذي قمنا به ، بل تأكيداً على ما عاناه ويعانيه بعض النجوم بعد رحيلهم عن الشهرة والملاعب٠

لا زلت أتذكر لاعباً من لاعبي المنطقة الغربية كانت الكرة السعودية على موعد مع مهاجم فذ لا يشق له غبار . ولا أنسى عندما كنت معلقاً على إحدى مباريات منتخبنا في ماليزيا عندما وقف المصورون في صف واحد لالتقاط صور له وهو خارج من غرفة الملابس لإجراء عملية الإحماء ٠ لكن للأسف انتهى ذلك اللاعب بعد أقل من عام من بروزه بسبب لا مبالاة واستهتار منه ٠ أما غيره ممن تعثرت حياتهم بعد النجومية فهم كثر ٠ بعضهم دخل السجن أو تحولوا لوظائف بسيطة ومتواضعة ٠ تعددت الأسباب بين ظروف لا دخل للاعب فيها ، وظروف أخطأ فيها لاعبون في تقدير اختياراتهم.

بيت القصيد: تلمسوا ظروف غيركم ممن كانت لهم صولات وجولات ، فمنهم من كان متعففاً خجولاً لا يريد أن يثقل على غيره كحال من تحدثت عنه في بداية المقال ٠ ولا تبخلوا بالنصح لأولئك النجوم الذين كانوا يعتقدون أن الحياة فقط لعب ولهو وتضييع للأرزاق ٠ وتذكروا أن الحياة يوم لكم وربما ألف عليكم ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى