إرتفاع أعداد المسافرين بالبحر يعيد الأمل للإستثمار في النقل البحري
بقلم – المستشار الدكتور
عبدالرزاق هاشم المدني:
كم سرني خبر تسجيل الموانئ السعودية التي تشرف عليها هيئة الموانئ “موانئ” ارتفاعاً في إجمالي أعداد الركاب القادمين والمغادرين خلال عام 2019م بواقع 1,367,075 مليون راكباً، بنسبة زيادة بلغت 9% وذلك مقارنة بالعام 2018م بواقع 1,254,981 مليون راكباً
وذكرني ذلك بالماضي الذي يرجع إلى السبعينات الميلادية حيث كنت أعمل على عدد من سفن الركاب بين جده وموانئ جمهورية مصر العربية والسودان في رحلات مكوكية ووجود عدد كبير من شركات نقل الركاب السعودية والمصرية حيث أن هناك عدد يصل إلى ٥ عبارات تصل في يوم واحد وجميعها محملة بالركاب سواء حجاج أو معتمرين أو سعوديين أو زائرين غير سعوديين وكان ميناء جده الإسلامي كخلية النحل وبه حركة وإنشغال أكثر من طاقته وخاصة في البضائع حيث كان تكدس والسفن تأخذ وقت إنتظار طويل حيث تدفع الحكومة غرامات تأخير كبيره وكانت بعض السفن تفرغ بطائرات هليكوبتر لتسريع الشحن والتفريغ لتوفير غرامات التاخير .
وكذاك يذكرني ذلك بعد عودتي من الدراسة في الأكاديميه العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية في عام ١٩٨٠ كأول كبير مهندسين بحريين سعودي يتخرج منها حيث قمت بفتح مكتب بيع تذاكر سفر بحريه وتوكيلات ملاحية وكما ذكرت بأن هناك عشرات من سفن الركاب تجوب البحر الأحمر إضافة إلى أن هناك سفن عابرة يأتي إلى ميناء جده لأخذ تموينها ووقودها لأنه كان أرخص من الموانئ الموجوده وكانت الخدمة على مدار الساعة وللأسف بدأ التنافس الغير شريف بين شركات نقل الركاب مما أدى إلى تقليل بعض الشركات مصروفاتها وخروج البعض الآخر من السوق كما أن حادثة العبارة سالم أكبرس وغرقها حجبت الكثير من الركاب من السفر بحراً لتدني مستوى العبارات العامله في البحر الأحمر وخوفاً من الغرق
لقد كنت ممن يستمتع أنا وعائلتي بالسفر على العبارات كل صيف بالذهاب من جده إلى السويس وللأسف توقفت هذه الرحلات
وجاء غرق العبارة السلام ٩٢ ليقضي على بقية الذين يسافرون بحراً سوى القليل منهم كما أن معظم العبارات بيعت خرده لتقادم عمرها وزيادة مصروفات تشغيلها وصيانتها وعدم رغبة ملاكها الصرف عليها أو إستبدالها بعبارات حديثة لأسعارها الباهضه (من لا يتقدم يتقادم) وكذلك عدم وجود نظام يحكم أسعار تذاكر السفر كالطيران (منظمة الأياتا ) كما أن معظم مكاتب بيع التذاكر أغلقت بسبب الخسائر الكبيرة.
وقد كنت كتبت من عشرات السنين بالمشاكل وإسباب إنذثار شركات الملاحة وطرق بقائها وللأسف لم يؤخذ بذلك
ورغم الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيده بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما لتوفير جميع التسهيلات والإمكانات اللازمة والآليات والمعدات المتطورة لخدمة وراحة الركاب عبر موانئها، وتطوير البنية التحتية للموانئ ومبادراتها الإستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز خِدْمات الموانئ السعودية، ورفع مستوى أدائها وإنتاجيتها وقدراتها التشغيلية واللوجستية، تحقيقاً لأهداف وركائز رؤية صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان الطموحة 2030 فأن مستوى العبارات التي تعمل لنقل الركاب في البحر الأحمر لم تصل للمستوى العالمي لنقل الركاب
.