بنو قادس… والعود أحمدُ
بقلم – عبدالله بن علي القرزعي:
كم هو جميل الانتماء لكل ماهو مسعد ومحفز في حياتنا؛ الانتماء قيمة سامية تسمو بسمو أهدافها ومقاصدها…
الانتماء الرياضي له معان وقيم عدة يعي عمقها من عاش داخل أحد المحاضن الرياضية التربوية ذات الأثر الجميل على نشء المجتمع والوطن ككل…
ولا يعني الانتماء الرياضي التشجيع فقط بل له أبعاد أعمق من ذلك فمجتمع النادي الرياضي يجمع بين ممارسة الرياضة؛ والفكر القيادي؛ واكتشاف وصقل المواهب؛ ورعاية نشء الوطن ويجمع ذلك كله الحالة الاجتماعية في النادي والتأخي والصداقات لتكون منظومة الذكريات الجميلة بإنجازاتها وصعوباتها…
نادي القادسية السعودي العريق أحد أندية المنطقة الشرقية تميز منذ تأسيسه رسمياً ١٩٦٧م بعد ضم مجموعة من فرق الخبر بفكر إداري ورياضي واجتماعي متميز فهو أقرب للمحضن التربوي واكتشاف وصقل المواهب من كونه مجرد نادي رياضي يهمه الفوز والخسارة فقط!؟
شواهد ذلك كثيرة جدا فهو من أعرق الأندية التي قدمت للرياضة السعودية نخب من اللاعبين المتميزين الذين أسهموا في تحقيق عديد المكتسبات للوطن الغالي وأنديته ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عبدالله الشريدة؛ ياسر القحطاني؛ محمد السهلاوي؛ ياسر الشهراني…. وغيرهم الكثير والكثير. من النجوم الذين بقوا يمثلون نادي القادسية حتى اعتزالهم…
وعن انجازات القادسية فهي مهمة ومؤثرة أهمها فوزة ببطولة أبطال الكؤوس الأسيوية عام 1994/1993 بعد فوزه على فريق جنوب الصين…
بنو قادس تكالبت عليه محدودية الموارد المادية ماجعله مرة تلو الأخرى يضطر لبيع لاعبيه المميزين لتسيير أمور النادي ما أدى إلى هبوطه لمصاف أندية الدرجة الأولى …
بعد إقرار تخصيص الأندية السعودية استحوذت أرامكو السعودية على نادي القادسية وهو أمر طبيعي حيث كان تأسيسه أصلا من قبل مجموعة من أبناء الخبر ممن كانوا يعملون في ارامكو منذ تأسيسها؛ تغيرت المعطيات وتوفر الدعم المادي الذي استثمره الفكر الإداري الرياضي العريق في منظومة نادي المواهب والمحضن التربوي الجميل وتحقق معه العودة المفرحة لأحد أهم المحاضن الرياضية في مملكتنا الغالية…
عودة القادسية لدوري روشن الممتاز ضمن أكبر الفرق في أقوى دوري عربي وأحد أهم الدوريات في العالم لن تكون عودة عادية بل عودة لتنافسية تعيد لبنو قادس أمجاده التاريخية واحترافيته في صناعة المواهب وتقديم النجوم لمنتخبات الوطن الغالي..
متفائل جدًا في ظهور مؤثر ومتميز لبنو قادس في دوري العام القادم؛ بعد أن توفرت الظروف المناسبة لعودته لمكانته ومكانه الطبيعي بين فرق دوري روشن…
يبقى أن يعي محبو بنو قادس أن بناء أمجاد الفريق سابقاً كان بقيم خاصة وانتماء خاص كون فكراً متميزاً بناه أوائل القادة واللاعبين المتميزين ومهم جداً استعادة أساسيات قيم الفكر الرياضي في النادي وفق المعطيات الجديدة وما يناسب عصر الاحتراف الحالي بعمل مؤسسي متميز ليتجلى نادي القادسية بأبها وأجمل عودة لظهور مشرف.
وعن نفسي سعيد جداً بعودة القادسية ليقيني بانعكاسات إيجابية على الدوري والمنتخبات السعودية كون بيئة النادي شاهدة على تفرد وتميز خاص لبنو قادس في الشأن الفكري الرياضي.
تحية وتهنئة قلبية خالصة لمحبي النادي العريق؛ مع تمنياتي له بدوام التوفيق في قادم الأيام.
دمتم بخير وتوفيق