مقالات

حروب ترسم في طيات الألم

بقلم – سهلة المدني:

حروب ترسم في طيات الألم ويمكن لنا أن نكتب سطور نعبر فيها عن حزننا ولكن لا يمكن لنا أن نجعلهم يشعروا بالألم الذي نشعر به، ولا يمكن لنا أن نصنع حروب ونجعلها بوابة لقلوبنا، لا يمكن لنا أن نصنع شعبية من خلالها ولا أن نملك جمهور يصفق لنا، ولا أن نجعل التاريخ يؤمن بنا ولا أن نجعل الأجيال ترانا قلم تعيش به، ولا أن نصنع الألم ونرسم في داخلهم قوة لا يراها غيرنا، و لايمكن لنا أن نصنع أمجاد وتاريخ من خلال الحروب التي نخوضها طيلة حياتنا، وعندما نتعمق في عالم السلطة الرابعة كم من قلم مات وكم من صحفي ذبل ولم يعد لديه بريق وكم من سنوات من عمره ضاعت ورحلت من أجل السلطة الرابعة وكأنه لم يفعل أي إنجاز في حياته الصحفية لماذا؟ بسبب الحرب التي يمشي عليها كل لحظة وكم من صحيفة أعلنت افلاسها لماذا؟ بسبب الحرب الخفية التي تقع بين زملاء العمل وهي من ساهمت في دمار وافلاس الكثير من الصحف وساهمت في إغلاق بعضها وخسارة الكثير من المواهب والأقلام القوية، لماذا يحدث ذلك؟ لماذا لا يكون فريق عمل الصحيفة يساهم في جذب المواهب والأقلام القوية لدعم الصحيفة؟ لماذا لاتكون المنافسة بين الصحف وليس فريق عمل الصحيفة؟ قال تعالى : (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )
وهذا ما يحدث في الصحف يحصل النزاع بين فريق عمل الصحيفة أو يمكن أن تحدث حرب خفية تحت الطاولة وكل ذلك يساهم في دمارها وهذا ما ذكر في القرآن الكريم وهو سبب في دمار الصحافة، وهذا جعل منها تلفظ أنفاسها وكأنها تغادر بصمت دون أن تتفوه بكلمة ولكنها تحذرنا من خسارتها ولكن ما يجعلنا نحزن ليس الحرب الخفية، ولكن شعورنا بأننا ليس لدينا القدرة للحفاظ عليها فأنت كصحفي ليس لك دور للحفاظ عليها فأنت دورك أن تكون صوت يعبر عما يجول في العالم، ولكن الإدارة هي من تحدد ذلك، والادارة هي من تختار من يساهم في قوتها والحفاظ عليها، وهي من تختار من يكون أهل لذلك وهي من تحدد جوانب التي تكون سبب في قوتها، وذلك يجعلنا نؤمن بأن الإدارة هي التي يمكن أن تتغير وتدرك ما يجعل الصحافة تبقى على قيد الحياة وهذا أمل نغوص فيه بأعماقنا ونرجو أن يكون له وجود، وندرك بأن الحرب في قطاع الصحافة لا تصنع منك قوي فمهما حدث إن لم تكون موهوب ولك من يؤمن بما تكتبه فمهما حدث وكانت الساحة فارغة لك لن تصنع منك كاتب وصحفي قوي ومبدع إن لم تكن كذلك، فالحرب لا تصنع من فاشل صحفي و كاتب عظيم ومبدع أن لم يكن في داخله ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى