مقالات

بصمات العرفج تشهد ولادة نجوم في سماء الكتابه

 
  بقلم – بشائر الحمراني:
يوم الخميس الماضي تلقيت إتصالاً من إحدى صديقاتي تدعوني إلى دورة كتابة المقال مع الأستاذ أحمد العرفج التى ستقام يومين الجمعة والسبت وأرسلت  إلي رابط الدعوة وبدون أي تردد بادرت بالتسجيل دون معرفة أي تفاصيل قد توقعني في مأزق المسافات او المواصلات أوتعيقني عن الذهاب الى هناك .
وفجأه ،وبدون مقدمات حصل مالم أكن أتوقع حدوثه حينها حيث أن المعهد الذي أقيمت به الدورة يبعد بمسافة مايقارب 28 دقيقة من منزلي ونحن في ذروة شهر رمضان ومن بين شعائر صلاتي الترويح والتهجد وقتها قررت أن أنسى الأمر ولا أفكر به ولم أقم بإبلاغ والدتي بالأمر حتى تصلني إجابه مع إدارة المعهد بالتذكير بموعد اللقاء المنتظر.
 وفعلاً فجر يوم الجمعة وصلتني رسالة عبر برنامج الواتساب تأكد تسجيلي لا أخفيكم حاولت من خلال أسئلة الموظفه التهرب بصوره غيرمباشرة عن الحضور بإستغلال النقطة التي في أغلب الأحيان هي ثغرة تقع فيها  المعاهد التى تقدم هذه الخدمات من دورات تدريبية  وهي تهيئة المكان لخدمة ذوي الاعاقة الحركيه على وجه الخصوص  ولكن الإجابة كانت نعم فما كان علي سوى أن أتقبل الأمر وأتحمل ردات فعل والدتي رغم أننا نعيش في أزمة مواصلات حقيقية لا تسمح لي بالمغامرة في هذا الوقت بالذات .
بدأت في تمهيد الموضوع لوالدتي رغم أنني أعلم الأجابه: لا !!                                             ولكن صمتها في تلك اللحظة كان أعمق من رفضها وعدم إقتناعها بالموضوع ؛وكانت الاجابه :مجنونه ولا أريد ان أجادلك حتى لا نتعارك ؟!إذهبي ؛استودعتك الله .  عانقتها وقبلت يدها ؛ومضيت أستعد للذهاب الى المعهد .
وفي الطريق أتسأل ياترى كيف ستكون الدورة ؟ هل سأكون سعيدةً في خوض التجربة ؟أم أنها ستكون مرحلة فاشلة في حياتي ؛لاأحمل منها سوى حبراً على ورق يحمل تاريخ تجربةً مؤلمة كعهد ماسبقها من الدورات،أو إن صح التعبير هي دورة واحدة لايحق لي أن أمحي تاريخ إنجازاتي أمام تلك المرحله، هي رحلت وأهلاً بما هو آتي .
وصلت إلى مقر الدورة فوجدته عبارة عن بناء يشبة بناء المنازل بلا لافته تدل على أنه مسرح تعليمي لم أراها لأنني دخلت من الخلف وليس من الأمام بحسب  ما سمعته من صديقاتي الحاضرات.
 أرتابني شعور من الريبه بأن الموقع ليس صحيحاً وبدأت أبحث وأستفسر وأسأل من هم حولي هل أنا في الموقع الصحيح؟ هل هذا هوحقاً المعهد المذكور بالإعلان الخاص بالدورة ؟
 أم انا تائهه! وإن كنت كذالك فإلى أين أتوجه؟
فكانت الأجابة :نعم لقد وصلتي هذا هو المعهد  تفضلي بالدخول .
سعدت كثيراً بحفاوة الإستقبال ولم أكن أتوقع أن مغامرتي مع الصعود ستكون شاقه في الدخول وكذلك الخروج .لا يهم المهم أنني وصلت إلى المعهد وبلا إصابات لا سمح الله جلست أنتظر بداية  الدوره ومن شده توتري وإرتباكي لم انتبه أن إحدى  صديقاتي بقربي لم أراها منذ مدة وجيزه ؛ولكنني سمعتها تتحدث مع مرافقتها؛ تجاهلت الموقف خوفاً من أن أقع في فخ الإحراج  إن لم تكن هي فعلاً ثم بدأت بإقناع نفسي بمبررات أنها مشغوله بعملها ولا تجد الوقت الكافي للحضور ولكن المضحك في الأمر أنها هي فعلاً.
  بدأت وفود المتدربين   بالتوجه إلى القاعة ولم تحضر صديقتي؛ بعد توجهت معهم ومعي صديقتي الكفيفه ومرافقتها أخذنا مقاعدنا وعيني تتلفت على الباب انتظر صديقتي التى دعتني ولم تحضر حتى الآن وما هي إلا لحظات ودخلت ناديتها لتسمعني وتتوجه حولي لأجلسها بجانبي.
 بدأت الدورة وأخذ المدرب يشرح ويوجة ويمهد عن ما سنتناوله اليوم في هذه الدورة من شرح نظري وعملي ؛كان العدد مهول وكان بالنسبة لي يعتبر أكبر عدد سجل لي حضوره في الدورات التى سبق لي حضورها .
 ومن اللا فت ايضاً أنني لم أكن الوحيده من ذوي الاعاقة بل كان هناك عدد لابأس به من ذوي الإعاقة البصريه وكم هائل من أصحاب المناصب والمهن مابين المعلم والمهندس وآخرون إلى أنهم مجردون من هذا كله يجمعهم فقط حب الكتابة ؛  أما أنا فلقد كنت صامته أسمع كل كلمة يقولها المدرب وكأنني أول مرة أسمعها تجردت تماماً من شخصية الكاتبة التى تحمل على عاتقها مسؤولية تأليف كتابها الأول الذي مازال على قيد التنفيذ وكأنها بدأت من الصفر .
شارف اليوم الأول على الإنتهاء ولم نكن نعلم بعد  إنتهائه ماالذي ينتظرنا للغد وعلينا تسليمه للمدرب، الواجب الذي كان بالنسبة لي هو التحدي الاكبر الذي لا أقبل فيه الإنهزام أبداً وعلي أن اكون مختلفة كعادتي لا يهمني ماذا سيكون من نصيبي من مكافأت أو حوافز؛ المهم ان لاينسى الحضور من هي بشائر التى أخذها حب الكتابة إلى عالم الإبداع بفضل من الله ثم بفضل من هم حولي عائلتي أصدقائي متابعيني على منصة تويتر منذ سبع سنوات وكل من أحمل له حروف الإمتنان لوجودهم في حياتي.
 وفي اليوم التالي بدأ الجميع يقرأ مقالاته وكانت جميلة ومؤثره ورسائل إنسانيه تحمل الكثير من المعاني الصادقه والمشاعر العميقة أمام تحديات الحياة التى صغرت أمام طموحهم؛ وكبرت بها إرادتهم  ليصنعوا من  ا سمائهم حاضراً يفخر بوجودهم لتصدح القاعة بصدى صفقات الجميع مبرهنين حقيقه أنه لا حياة مع اليأس ولا يأس من الحياة ولم أكن أتوقع أن تنال مقالاتي  إستحسان الجميع هذا من فضل ربي لأحظى بكتاب من تأليف الاستاذ بعنوان أصحاب السعادة ،ليختم أحد الحضور بمقال ساخر أضحك الجميع لتكون ضحكاتنا هي المسك الذي سيبث داخلنا عبيره لتبقى تجربتنا الأولى ذكرى في أرشيف إنجازاتنا غداً حين تذكر يقال عنها كان ياماكان يوم لاينسى على مر الأزمان، أختلف الزمان والمكان ويبقى للكتابة عهدلا يزال ينبض بحروف عنوانها كيف تكتب المقال؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى