مقالات

المملكة العربية السعودية بين الطموح والأرقام التي لا تكذب  

بقلم – مشعل علي العبسي :

تعيش المملكة العربية السعودية نهضة حضارية كبيرة في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بفضل سياسته القائمة على ضخ دماء جديدة وشباب قادرون على قيادة المملكة بإعطائهم الفرص للمشاركة الفاعلة في النمو والتطوير. حيث تعد المملكة العربية السعودية محركاً عالمياً للإبتكار وتتبنى أحدث التقنيات العلمية، وتخلق فرصاً اقتصادية وتقود أجندة الاستدامة مع تقدمها نحو رؤية 2030.

وكان هدف تنويع الاقتصاد غير النفطي قوة دافعة رئيسية وراء هذا الزخم من أجل التغيير، ورغم انكماش الاقتصاد غير النفطي في المملكة بنسبة 4٪ على أساس سنوي بالقيمة الحقيقية خلال جائحة كوفيد-19، إلا انه سرعان ما تمكنت المملكة العربية السعودية من قيادة الانتعاش الاقتصادي في المنطقة، مع عودة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى مستويات عام 2019 في وقت مبكر من الربع الأول من عام 2021. ومنذ ذلك الحين، استمر النمو، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2022 بنسبة 11٪ مقارنة بالربع الرابع من عام 2019. وفي الوقت نفسه فإن خطط التنويع الاقتصادي تؤتي ثمارها – حيث تبلغ حصة الاقتصاد غير النفطي 59٪، مع زيادة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في عام 2022 بنسبة 15٪ من حيث القيمة الحقيقية و 28٪ من حيث القيمة الأسمية مقارنة بخط الأساس قبل الرؤية. في الواقع شهدت المنطقة بعضاً من أسرع معدلات النمو على مستوى العالم في عام 2022، وقدر صندوق النقد الدولي المملكة العربية السعودية بأنها أقوى اقتصاد مجموعة العشرين نمواً بهامش ما، حيث حققت نموا بنسبة 8.7٪ في عام 2022.

قدم البيان الأولي لرؤية السعودية 2030 تركيزا واسعا بما في ذلك الركائز الثلاث المتمثلة في “وطن طموح” و “إقتصاد مزدهر” و “مجتمع نابض بالحياة”. ومع استمرار تقدم إستراتيجية التحول الوطني، وسعت المملكة مجالات التركيز هذه إلى عشرات الأهداف المحددة ومبادرات القطاع الفرعي، مثل برنامج تحول القطاع الصحي. كما تمت إضافة مشاريع جديدة لدعم تحول البلاد مثل المشروع السعودي الأكثر طموحاً على مستوى العالم “نيوم” ومبادرة السعودية الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، تفوقت رؤية المملكة 2030 في بعض المجالات. على سبيل المثال، ارتفعت مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 37٪، أي قبل هدف عام 2030 البالغ 30٪.

وفي العديد من المجالات الأخرى، تسير المملكة العربية السعودية على الطريق الصحيح، على سبيل المثال التقدم الذي أحرزه في المؤشرات المتعلقة بالإصلاحات والاستثمارات، بما في ذلك الارتقاء إلى المرتبة 38 في مؤشر الأداء اللوجستي، من المرتبة 49 في خط الأساس وفي منتصف الطريق إلى المرتبة 25. كما حققت تحسينات كبيرة في تسريع نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع تحقيق أهداف زيادة القروض المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة كحصة من إجمالي الإقراض المصرفي وزيادة تمثيل الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في تداول عام 2020.

لقد شهرت المملكة العام الماضي توسعا كبيرا في عدد من القطاعات غير النفطية، وفي عام 2023 هناك سبعة مجالات رئيسية نرى فيها تطويرا مستمرا:

  • التحول الرقمي، بما في ذلك تطوير استراتيجية الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء المملكة.
  • مواصلة الجهود لتخضير الاقتصاد ودفع عجلة تحول الطاقة.
  • تنمية المواهب وتوطينها، بما في ذلك تأمين أهداف التوطين وتوطين سلسلة التوريد والاقتصادات الصناعية والمهارات.
  • النمو السكاني، حيث تجذب إصلاحات التأشيرات الجديدة المغتربين وحوافز الأعمال المتزايدة لكل من الشركات والشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة.
  • الجهود الكبيرة التي تقوم بها هيئة الترفيه وهذا الجانب الذي يستقطب الشريحة الأكبر في المجتمع وهي شريحة (الشباب) وتنمية قدراتهم واحتوائهم وإعطاءهم المساحة للإبداع ، وهنا لا بد أن نذكر ونستذكرالجهود المشهودة لمعالي الأستاذ تركي آل الشيخ على تأسيسه هذه القاعدة وأستمراريتها وصعودها نحو الأفق وإشرافه بشكل مباشر على كل صغيرة وكبيرة وتطويرها حتى وصلت للمستوى الأول على الصعيد العالمي ، وبقوله دائماً بأن هذه هي نظرة خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظهم الله وأبقاهم.
  • الرياضة , وتحديداً اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم , كرة القدم التي تعتبر القوة الناعمة الآن ومن أهم جوانب الإعلام وتنمية الإقتصاد وإرسال مئات الرسائل المباشرة والغير مباشرة من هنا وهناك على أن المملكة أرض خصبة لجميع أنواع الاستثمار والتنمية والبنية التحتية والتقدم وبطريقها للإزدهار الغير مسبق , وبقيادة الأمير الذكي والطموح عبدالعزيز بن تركي ، ورأينا كلمته المفصلة عن آلية المشروع السعودي بشأن الاستثمار والتخصيص للأندية السعودية ، وكيفية دراسة كل حال على حده وبأن هذا المشروع ركيزة أساسية للتقدم الرياضي وبأن هذا المشروع ولد ليبقى ويستمر ويكبر , وبمثال بسيط رأينا ماحدث قبل أيام قليلة في “طهران” عندما قابل نادي النصر السعودي نادي “برسيبوليس” الإيراني , وكيف أصبحت الجماهير الإيرانية تجري وتخترق وتركض وتحاول الوصول لنجوم النادي السعودي في العاصمة الإيرانية , هنا تكمن كيفية تفعيل القوة الناعمة.
  • الضيافة والسياحة، بما في ذلك الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية وإصلاحات التأشيرات الأخيرة ، فالضيافة والسياحة، على سبيل المثال، هي واحدة من أكبر مجالات النمو في الاقتصاد غير النفطي. واحدة من أكبر المحركات هي السياحة الدينية من خلال الحج والعمرة. حققت المملكة رقما قياسيا ربع سنوي بلغ 6 ملايين سائح في الربع الرابع من عام 2022، بزيادة 47٪ عن نفس الربع من عام 2019.

منذ ان تولى الأيقونة العربية التي نفاخر بها شرقاً وغرباً صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قائد عصر النهضة السعودية ولاية العهد عام 2017 ، والسعودية قادمة لا محالة كقوة دولية لن يوقفها احد، لتصبح وجهة اقتصادية وسياحية وترفيهية ورياضية وثقافية عالمية، وحضارية غير مسبوقة في التاريخ، الا فيما حصل ابان عصر النهضة في اوروبا ,بهذه الرؤى سوف تتفوق المملكة ماحدث في اوروبا وبمراحل كبيرة وبقفزات هائلة .

ولي العهد قائد الرؤية وحامل لواء النهضة السعودية الحديثة لتحقيق التطلعات وقيادة التحولات بعزم صادق ونظرة ثاقبة لتعزيز رؤية المملكة 2030 «التي تحمل مشاريع عملاقة على كافة الأصعدة لمواصلة مسيرة التنمية المستدامة، فضلاً عن مواجهة التحديات وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي، من خلال تنويع مصادر الدخل واستغلال الطاقات والثروات المتوافرة، والإمكانات المختلفة المتاحة لتحقيق جودة الحياة للمواطنين.

وختاماً كانت البداية الملفتة هنا حين قال سموه : ( لدينا جبل يٌسمى جبل طويق , لدى السعوديين همَة مثل هذا الجبل ،همَة السعوديين لن تنكسر إلا اذا أنهد هذا الجبل وتساوى بالأرض) حفظ الله أرض الحرمين الشريفين وقيادتها من كل سوء ومكروه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى