مقالات

العصر الرقمي والذكاء الإصطناعي وتطور صناعة الطيران 

بقلم كابتن طيار – علي عبدالله حسين:
عضو مجلس ادارة مركز الطيران الكويتي

في العصر الرقمي الحالي، يشهد قطاع الطيران تحولًا كبيرًا في كيفية تفاعله وتعامله مع عملائه. حيث أصبح العملاء أكثر اتصالاً واطلاعًا ولديهم متطلبات أكثر من أي وقت مضى. لذا، يتطلب من صناعة الطيران الاستجابة لهذه التوقعات وتوفير تجارب سلسة وشخصية تلبي متطلبات العملاء عبر جميع نقاط الاتصال، سواء كان ذلك من خلال المواقع الإلكترونية أو التطبيقات المحمولة أو وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من القنوات الرقمية المتاحة.

لقد أصبح التحول الرقمي عاملاً حيويًا في تلبية توقعات العملاء المتطورين. فباستخدام التقنيات المبتكرة، يمكن لشركات الطيران تبسيط وتحسين عملياتها، وتقديم تجارب استثنائية تعزز الولاء وتدفع بنمو الأعمال. يمكن للتحول الرقمي أن يمكّن المطارات وشركات الطيران من فهم عملائهم بشكل أفضل عن طريق استفادتهم من تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي. وهذا يسمح لهم بتطوير استراتيجيات مبتكرة لتوقع الاحتياجات المستقبلية وتلبيتها.

تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي يمكن أن تساهم في تحسين جوانب متعددة من صناعة الطيران. على سبيل المثال، يمكن استخدام التحليلات لفهم سلوك العملاء وتوقع احتياجاتهم المستقبلية. يمكن للشركات أن تستخدم هذه المعلومات لتخصيص تجربة العملاء وتقديم خدمات مخصصة تلبي توقعاتهم الفردية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التحليلات والذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الصيانة وإدارة الأسطول. من خلال تحليل البيانات الكبيرة المتاحة عن الطائرات وتنبؤات الأعطال المحتملة، يمكن لشركات الطيران تحسين كفاءة الصيانة وتقليل وقت التوقف غير المخطط له.

علاوة على ذلك، يمكن للتحول الرقمي أن يدعم تحسين عمليات الحجز وإصدر البحث.
وتلعب تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تحسين عمليات الصيانة في صناعة الطيران عبر بعض الطرق التي يمكن أن تساهم في ذلك مثل:

التنبؤ بالأعطال: باستخدام تقنيات التحليل الضخم للبيانات، يمكن للشركات أن تجمع وتحلل كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بصيانة الطائرات حيث يتم تحليل هذه البيانات لاكتشاف أنماط وتوجيهات تشير إلى احتمالية حدوث أعطال في المستقبل. وبناء على هذه التحليلات، يمكن اتخاذ إجراءات احترازية مبكرة لمنع الأعطال وتجنب توقف الطائرات غير المخطط له.

التخطيط الاستباقي للصيانة: بدلاً من الاعتماد على جداول صيانة ثابتة ومحددة زمنيًا، يمكن استخدام التحليلات والذكاء الاصطناعي لتقديم نماذج توقعية للصيانة حيث يتم تحليل البيانات المتاحة حول حالة الطائرات وعوامل الاستخدام والظروف البيئية وغيرها لتوفير توقعات دقيقة حول متى يجب إجراء الصيانة مما يؤدي إلى تحسين كفاءة الصيانة وتجنب الصيانة الزائدة أو التأخير في الصيانة اللازمة.

تقليل وقت التوقف غير المخطط له: من خلال تحليل البيانات المتاحة واستخدام تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين قدرة الشركات على التنبؤ بالمشاكل الفنية والأعطال الحادة في الطائرات مما يسمح باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لإصلاح الأعطال وتجنب توقف الطائرات لفترات طويلة غير مخطط لها، مما يقلل من التأثير السلبي على جدول الرحلات وتجربة العملاء.

تحسين إدارة قطع الغيار: يمكن استخدام تحليلات البيانات لتتبع وتحليل استخدام قطع الغيار على مستوى الأسطول حيث يتم تحليل البيانات المتاحة للكشف عن أنماط الفشل والاستهلاك والاحتياجات المستقبلية لقطع الغيار مما يمكن الشركات من تحسين تخطيط المخزون وتجنب نقص أو فائض قطع الغيار،بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التحليلات والذكاء الاصطناعي لتحسين جدولة الصيانة وإدارة الأولويات. من خلال تحليل البيانات الكبيرة المتاحة حول حالة الطائرات والصيانة السابقة والاحتياجات المستقبلية، يمكن للشركات تطوير نماذج توقعية لتحديد أفضل وقت لإجراء الصيانة وتحديد الأولويات بناءً على الأعطال المتوقعة والتأثير على أداء الطائرة مما يساعد في تحسين كفاءة الصيانة وتقليل وقت التوقف غير المخطط له والتأثير السلبي على جدول الرحلات.

بشكل عام، يمكن أن تساهم تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات الصيانة في صناعة الطيران من خلال توفير رؤى دقيقة وتوقعات مبتكرة، مما يساعد في تحسين كفاءة الصيانة، تقليل التوقف غير المخطط له، وتحسين تجربة العملاء وأداء الأعمال بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى