بقلم – سلمان بن أحمد العيد:
شهدت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في أعداد السائحين سواء من أبناء الوطن والمقيمين الذين يسافرون داخل البلاد لقضاء عطلاتهم واستكشاف الأماكن الجميلة والمثيرة التي تشتهر بها المملكة أو من السياح الأجانب القادمين من الخارج. أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا هو الدعم الكبير الذي تقدمه حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين يرعاهم الله لقطاع السياحة. فقد تم تطوير العديد من المناطق السياحية المحلية، مع تحسين البنية التحتية السياحية، وتقديم العديد من الخدمات والعروض السياحية الخاصة لتعزيز هذا القطاع الحيوي.
ولا تقتصر أهمية السياحة بالمملكة العربية السعودية على مساهمتها في تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل للشباب، بل إنها أيضاً تبرز أهمية الثقافة السعودية وتاريخها وتراثها مما يعزز الوعي العالمي بها، كما تحفز التطور في البنية التحتية كالمطارات والطرق ووسائل النقل والاتصالات.
ونحن بدورنا نؤكد في هذا الصدد ما للإعلام من أدوار محورية في تسليط الضوء على السياحة المحلية والترويج لها وجذب السياح إلى المناطق السياحية في المملكة، فالتغطيات الإعلامية للمواقع الأثرية والطبيعية والأنشطة الترفيهية في مختلف مناطق السعودية تساهم في زيادة الوعي بإمكاناتنا السياحية الهائلة.
يساعد تسليط الضوء على المشاريع السياحية الجديدة والطرق الحديثة من خلال وسائل الإعلام على تشجيع السياح من المواطنين والمقيمين والخليجيين والعرب والأجانب على قضاء عطلاتهم داخل السعودية واستكشاف جمالها، ليس فقط في المدن الرئيسية الكبيرة بل أيضا في العديد من المدن والواجهات السياحية التي تستحق اهتماما أكبر في الترويج الإعلامي مثل الطائف وأبها والدمام وينبع والخبر وأملج والجبيل والباحة وبلجرشي، فكلما زادت التغطية الإعلامية لأنشطتنا وواجهتنا السياحية المختلفة والمتنوعة ازداد بالتالي اهتمام السياح بزيارة مناطقنا المختلفة على تنوعها.
لا يقتصر دور الإعلام في تسليط الضوء على السياحة المحلية على التغطية الإعلامية والمتابعة الإخبارية فقط، بل يمكن أن يمتد للعديد من الأنشطة الإعلامية الثرية في مجال الإعلام السياحي، منها مثلا تقديم برامج تلفزيونية وإذاعية تسلط الضوء على التراث الثقافي والحضاري والطبيعي للمنطقة، والترويج للمعالم والمقاصد السياحية المحلية والإشارة إلى أهميتها وجاذبيتها للسياح. وإنتاج أفلام وثائقية عن الحياة البرية والمعالم الأثرية والتاريخية في المنطقة، وإنشاء مواقع إلكترونية وتطبيقات ترويجية، تنظيم حملات إعلانية وفعاليات ترويجية للوجهات السياحية المحلية والتأكيد على أهمية دعم الاقتصاد المحلي، والتعريف بالأنشطة والفعاليات الثقافية والترفيهية التي تنظم في المنطقة، إعداد محركات بحث على مواقعها الإلكترونية متخصصة في السياحة بالمملكة تكون بعدة لغات وشاملة ودقيقة ومحدثة. وتوجيه الدعوات للمؤتمرات والمناسبات الدولية داخل البلاد ، والتوعية بالخدمات السياحية المتوفرة، ونشر قصص تجارب السياح والمسافرين في المنطقة لإظهار جاذبيتها وتشجيع الآخرين على زيارتها. هذا بالإضافة إلى الدور الهام لوسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للوجهات السياحية المحلية والتعريف بها، والتواصل الفعال مع المؤثرين لتسليط الضوء على الواجهات السياحية الرائعة
يجب علينا العمل على تسليط الضوء على السياحة المحلية وإبراز جمال المناطق السياحية المختلفة التي تشتهر بها المملكة من خلال وسائل الإعلام المختلفة. للإعلام قوة كبيرة في رفع الوعي بأهمية السياحة المحلية من خلال نشر الأخبار والتقارير والمقالات التي تركز على جمال المناطق السياحية المختلفة في المملكة والخدمات الفريدة والعروض السياحية المقدمة. يمكن أيضًا استخدام منصات الإعلام الجديد والإعلانات التلفزيونية للترويج وتسليط الضوء على مختلف مناطق الجذب السياحي المحلي والخدمات. يمكن للإعلام أيضًا أن يلعب دورًا في توعية السائحين بعادات وتقاليد وثقافة المملكة، ما سيساهم في فهم وتقدير أفضل للبلاد وشعبها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لوسائل الإعلام دعم قطاع السياحة المحلية من خلال إبراز جهود وإنجازات الأفراد والمؤسسات في هذا القطاع مثل وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة وصندوق التنمية السياحي، مما يساهم في نموها ونجاحها. الإعلام هو الناقل الأساسي للرسائل التسويقية الهادفة لترويج السياحة، لذا فعلى الجهات الإعلامية المختلفة تكثيف التغطية الإيجابية لقطاع السياحة لما له من أثر كبير في نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، كما أن على الجهات المعنية بالسياحة التعاون مع الإعلام كي تتمكن من إيصال رسائلها للجماهير المختلفة.