استثمار المهارات
الدوحة – فوزية أحمد:
يوافق أمس 15 يوليو اليوم العالمي لمهارات الشباب، حيث يحتفل به سنوياً بهدف التركيز على أهمية الاستثمار في تمكين وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للتوظيف والتدريب وريادة الأعمال بالإضافة إلى زيادة الوعي ومواجهة الصعوبات والتحديات واغتنام الفرص بطريقة إيجابية لمواجهة التحديات المستقبلية والسعي للتقليل من البطالة.
وتم توجيه الأنظار لشعار هذه السنة 2023 على أهمية دور المدربين والمعلمين في مدى توفير المهارات اللازمة للشباب للانتقال لسوق العمل والشراكة المجتمعية، ومن الملاحظ أن الجيل الحاضر من الشباب هو جيل طموح متميّز من عدة جوانب، رحابة التفكير، امتداد الثقافة، الحذاقة، الكياسة وجدارة القيادة مما يحسن التعاون والإنتاجية والقدرة التنافسية وتطوير الكفاءات لتحقيق الأهداف.
جميعنا يدرك بالسنوات القريبة الماضية، شبح كورونا جعل العالم بأجمعه، يعيش في دوامة من الرعب وهاجس من القلق، وبفضل الله سبحانه وتعالى، استطعنا تخطّي هذه اللحظات بإيجابية لنكتسب الكثير من الدروس والمهارات الغير متوقعة من واقع التجارب التي مررنا بها، ولقد عانينا من تلك الجائحة التي أحدثت الكثير من الأزمات التعليمية والاقتصادية ناهيك عن انخفاض الطاقة والاهتمام لتصل إلى العواطف والوعي والإدراك، ولكن استطعنا أن نتجاوز المحنة والتغييرات بنجاح ونكتسب منها فيضا من الدروس والمهارات وأمورا خافية زادت من تماسكنا وترابطنا لنرتقي ونتفوق دائماً للأمام والأعظم هي المهارات التي صقلت وتألقت خلال الجائحة.
وبرغم العراقيل، إلا أن الوباء قام باستحداث وتحفيز الابتكار في التعلم والتدريب من الناحية المهنية والأكاديمية، وشجع الكثير من الشباب للتوجه إلى التجارة الإلكترونية مما انبثق عنه نمو قوي مترابط وملحوظ في هندسة ريادة الأعمال للخدمة المجتمعية.
حقيقة، لقد تمكّن الجميع بالتكيّف مع العمل وتطوير المهارات المهنية والفنية بشكل سريع والتي استثمرت في ازدهار سوق العمل، لذا من الضروري أن يضع الشباب في عين الاعتبار، كيفية تسويق المهارات في مجال التدريب والصناعات المستقبلية، وإذا تطرقنا إلى المهارات الأكثر طلباً وأهمية في الوقت القائم، لاتفقنا أن المهارات التكنولوجية والرقمية والبرمجة وأمن البيانات، هي الأكثر ترويجاً ونجاحاً في التسويق والتطوير وريادة الأعمال.
الاهتمام بهوايات نتقنها بتفوق، هي بحد ذاتها مهارة تجعلنا متميزين في هذا المجال مع التركيز على التدريب والتطبيق والمزاولة المستمرة، ولقد ثبت علمياً أن التدريب على أي مهارة يساعد في الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية والذي من خلاله تكتمل لدينا القدرة على التواصل الاجتماعي والاعتماد على الذات في صناعة القرارات، ولمواكبة الحياة المستقبلية للشباب، يجب أن نركز على آلية الاستفادة من التحديات السابقة للاستمرار في استثمار ودعم ومساندة التنمية البشرية بمهارات استثنائية ووظائف مختلفة لتحقيق التنمية المستدامة.