بؤرة عمياء
بقلم – أ. فوزية أحمد:
تروي إحدى الزميلات المنضمة قبل عدة شهور للعمل، وهي شعلة من النشاط والذكاء، نقية السريرة ذو روح مبهجة، انها تذهب للعمل على مضض ولم تعد مثل الشهور السابقة بكامل نشاطها بل عم الكسل جسدها وأصبحت انطوائية نوعاً ما مما أثر على معنوياتها، فهي تعمل في بيئة عمل محبطة وذلك لتأثيرها من همس الموظفين من إدارة مديرها السيء، الذي لا يتسم بسمات القيادة الفعالة ولا يدير فرق العمل باحترافية، ويسعى الى سحق الاقتراحات وسلب الابداع والابتكار ويغلق الباب امام الأفكار، ويزعزع ثقة الموظفين ويجلب الفتور.
من المتعارف، تواجد المدير السيء الغير متمكن إدارياً في بيئة العمل والذي يفشل في منح ثقته بالموظفين ويزرع الرعب والخوف في قلوبهم ويسبب لهم ارهاقاً في طريقة تعامله معهم، يجعلهم يعملون تحت ضغط مستمر مما يؤثر سلباً على جودة الأداء وحصيلة الإنتاجية وتحقيق الأهداف، فهناك دراسات أظهرت نتائجها بأن المدير السيء، أداؤه وإدارته ضعيفة ويخلق جو مشحون بالضغوط النفسية والقلق ويضيع فرص التطوير والترقيات على الموظفين، وكأي جهة عمل تريد كسب الموظفين لأمد طويل وتحقيق نجاح الرؤية والرسالة، عليها ان تحسن جودة وكفاءة اختيار المدراء، فليس كل من لديه خبرة، يستحق منصب مدير. ناهيك عن الموظفين بعيداً عن مكاتب العمل، يخلقون مساحة للفضفضة والشكوى من المدير المباشر او المشرف، وتعتبر هذه الشكاوى هواية لدى البعض مما يخلق جو من الإحباط والقلق والإرهاق النفسي للبقية لتشكل بالنهاية صورة ذهنية سيئة عن بيئة وإدارة العمل.
نصيحة لكل موظف، بداية يجب أن تتناول كل ما يختص بالعمل بتروّي وعقلانية، فعندما تريد التنفيس أو اخذ مشورة أو نصيحة، يستحسن ان تختار أحد المقربين أو الأصدقاء من ذوي الثقة خارج نطاق العمل لأنهم يقدمون لك النصائح بفطنة ورصانة.
ومن اجل علاقة جيدة مع مديرك، يجب ان لا تستمع الى الموظفين الذي يطهون في الخفاء بصمت، حاول ان تحدد موعد للتحدث معه بطريقة مهنية عن بعض مشاكل العمل ومحاولة إيجاد الحلول سوياً وهذه طريقة حسنه لتحسين العلاقات وأيضاً كن ذكياً في تعاملاتك لتزيح ستار الغضب والإحباط وتكسر حاجز سوء الفهم، فشراكة المدير مع موظفيه، دافع للإنتاجية والتحفيز.
وإذا كان مديرك فعلاً سيء، لا تفسد متعة الإنجاز مع فريق العمل وحاول بذل أقصى جهدك لتحقق اهدافك، وتتعامل مع المواقف بذكاء، والاهم معرفة كيفية التعامل معه، وقبل ان تحكم عليه وتروج مشاعرك وشعورك تجاهه وتترجمها على هيئة اشاعات واساءات، عليك بداية وقبل التفكير في تشويه صورته أن تأخذ وقفة وتنظر إلى نفسك، فقد تكون أنت الشخص السيء وتحتاج إلى إعادة تأهيل…!
للأسف الكثير من الموظفين ينظرون الى مدراءهم من بؤرة عمياء وهذا يرجع لأسباب، قد تكون الغيرة من المنصب أو النجاح مما يتولد لديهم ميول المشاحنة والتحدث بلغة مخالفة، وبناء عليه يكون التقييم على المدير بعدم كفاءته ومحاربته بشتى السبل والاثبات بانه مدير سيء فاشل في ادارته ولا يستحق منصبه.
ومن هذا السياق، يجب ان ننشئ انطباع ورأي عن المدير بانطباع شخصي ذاتي من خلال الأثر الملموس من التعامل والتواصل بعيداً عن القيل والقال ونقوم بتنمية التعاطف معه حتى نستطيع تقييم كفاءته ولا ننسى ان المدير بشر، يصيب ويخطئ.
وجميعنا يدرك لكي نخلق بيئة عمل محفزة متعاونة، يجب ان نستخدم التحفيز والترغيب وإعطاء الثقة بالموظفين لجني ثمار كفاءة الأداء والإنتاجية ونضمن المحافظة عليهم لأمد طويل بدافع التقدير.
عزيزي الموظف:
حاول ان تكون إيجابيا وركز على عملك بعيداَ عن التعاسة، أسعد نفسك بنفسك إن كنت ذو شغف ومحب لعملك، فانت تعمل وتنجز تحت عناية ورئاسة مديرك المباشر، لذا وجب عليك تحفيز ذاتك والعمل يداً بيد معه ومع فريق العمل لتحقيق الأهداف، وبادر بمساعدة مديرك بملء فجوات وثغرات الخلل لإنجاز المهام وتأطيرها بالقيادة الناجحة لمصلحة أداء العمل بتسلسله الهرمي.